تشهد مراكز استقبال اللاجئين السودانيين في شرق تشاد أوضاعًا إنسانية شديدة الصعوبة ، حيث يواجه آلاف اللاجئين، القادمين من مدينة الفاشر ومحيطها ، مخاطر متزايدة تهدد حياتهم، نتيجة النقص الحاد في الغذاء والدواء ومواد الإيواء ومياه الشرب، إضافة إلى قسوة الظروف المناخية، وفي مقدمتها الانخفاض الكبير في درجات الحرارة.
وأفادت مشاهدات ميدانية لمراسل سونا بأن الخدمات المقدمة في هذه المراكز لا تزال محدودة للغاية ولا تتناسب مع الأعداد الكبيرة للاجئين، إذ تعجز الخيام المتوفرة عن استيعاب الجميع، ما اضطر العديد من الأسر، بمن فيهم النساء والأطفال، إلى الإقامة في العراء أو تحت الأشجار دون أي وسائل حماية كافية من البرد.
كما تعاني المراكز من شح شديد في مياه الشرب، فعلى الرغم من وجود خزانات مياه، إلا أن غياب شبكات التوزيع والأنابيب يجعل الوصول إلى المياه أمرًا بالغ الصعوبة، ما يفاقم معاناة اللاجئين ويعرضهم لمخاطر صحية جسيمة.
وفي الجانب الصحي، تفتقر المراكز إلى الخدمات الطبية الأساسية، وسط انتشار واسع للأمراض، خاصة بين الأطفال، بما في ذلك الالتهابات وأمراض الجهاز التنفسي المرتبطة بفصل الشتاء.
وأكد شهود عيان أن غالبية اللاجئين لا يتوفر لديهم الحد الأدنى من الغذاء، حيث وصلت خلال الأيام الماضية موجات جديدة من النازحين القادمين ، ما زاد من حجم الاحتياجات الإنسانية.
ويبذل عدد من أبناء الأسر الناجية جهودًا فردية، في حدود الإمكانيات المتاحة، للتخفيف من آثار البرد القارس ونقص المستلزمات الضرورية، إلا أن هذه الجهود تظل غير كافية أمام حجم الكارثة الإنسانية.
وطالب اللاجئون المنظمات الإقليمية والدولية بضرورة التدخل العاجل وتكثيف المساعدات الإنسانية، عبر توفير الغذاء، ومياه الشرب، والمأوى اللائق، إلى جانب دعم المراكز الصحية بالأدوية والكوادر الطبية، مع إيلاء اهتمام خاص بالأطفال وكبار السن.
وتأتي هذه المناشدات في ظل أوضاع إنسانية متدهورة بمراكز استقبال اللاجئين القادمين من مجزرة الفاشر، والتي تتطلب وقفة جادة من المجتمع الدولي لتجاوزها، خاصة مع محدودية المساعدات المقدمة من المنظمات الإنسانية مع اقتراب نهاية العام.
سونا

