آراء

قبور مرعبة وخطيرة!

هنالك قادة ورموز عاشوا على الأرض لا يُمكن مَحْو تأثيرهم الواضح على الأجيال الإنسانية حتى بعد قرون من وفاتهم.
ويمكن أن نُشير، وبعجالة، لبعض هؤلاء القادة العرب في العصر الحديث، وقد يكون الأمير «عبد القادر الجزائري» الأول بينهم، الذي قاد مقاومة شعبية لخمسة عشر عامًا ضد الاحتلال الفرنسي، وتوفي يوم 26 أيار/‏مايو 1883 بمدينة دمشق التي استقر فيها بعد الإفراج عنه من الأَسْر الفرنسي.

والقائد السوري الفلسطيني «عز الدين القسّام»، والذي اشترك بثورة «الساحل السوري» ضد الاحتلال الفرنسي بين عامي 1919 – 1920، ثم استقر بمدينة حيفا الفلسطينية، وشارك بمقاومة الانتداب البريطاني والاستيطان الصهيوني، واستشهد قرب مدينة جنين يوم 20 تشرين الثاني/‏نوفمبر 1935.

والشهيد «عبد القادر الحسيني»، الذي استُشهد يوم 8 نيسان/‏أبريل 1948 أثناء القتال بمعركة «قرية» القسطل، وغيرهم من الشهداء الرموز، وأبرزهم الشهيد أحمد ياسين، وعبد العزيز الرنتيسي وبقية الشهداء الذين رَوَوْا أرض فلسطين وغيرها بدمائهم الزكية الطاهرة.

والموت هو النهاية الطبيعية لجميع البشر، وتَبْقى مواقفهم، النبيلة والمشينة، هي الماثلة أمام التاريخ والأجيال، ولكن الغريب هو كراهية الأعداء للأموات بقدر كراهيتهم للأحياء في مواقف فيها الكثير من المعاني المريبة والغامضة!.

والمدهش أن الاحتلال «الإسرائيلي» وبعد أن أرعبه صمود رجال المقاومة، وبعد أن أوقف الحرب، وحصل على أسراه من الأحياء والأموات عاد للعبث مع الجميع والتلاعب باتفاق وقف إطلاق النار، ومواصلة هجماته الإرهابية ضد أهالي غزة، وآخرها استهدافهم، يوم 13/‏12/‏2025، القيادي بكتائب القسّام «رائد سعد»!.

ونشر بن غفير، يوم 11 كانون الأول/‏ديسمبر 2025، على منصة «تلغرام» مقطع فيديو كرر فيه التهديد بهدم قبر الشهيد «القسّام» لدى إشرافه على إزالة خيمة نصبتها لجنة الوقف الإسلامي قرب الضريح.

وهذه ليست المرة الأولى التي يدعو فيها «بن غفير» لهدم قبر الشيخ «القسّام»، وهذه الدعوات ضَرْب لحُرمات الأموات، وانتهاك للمقدسات، واستخفاف بالقوانين الأرضية والسماوية.

– تحاول «إسرائيل» هدم كل ما يَمُت بالقسّام من صلة كنوع من الانتقام، وربما، الإقرار بالهزيمة، بعد أن فشلت، بقوتها الأبرز في الشرق الأوسط، في هزيمة كتائب القسّام وأخواتها بعد عامين من القصف العشوائي ومئات الأطنان من الأسلحة القاتلة والمدمّرة!.

– تناسى قادة الاحتلال أن «القسّام» فكرة وليس شخصًا قُبِر في مكان ما، ولهذا فَهُم واهمون بأنهم سيتمكنون من هزيمة فكرة التمسك بالأرض، وطرد الغرباء.

جاسم الشمري – الشرق القطرية

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



اسماء عثمان

محررة مسؤولة عن تغطية الأحداث الاجتماعية والثقافية، ، تغطي القضايا الاجتماعية والتعليمية مع اهتمام خاص بقضايا الأطفال والشباب.
زر الذهاب إلى الأعلى