هل استحق الأردن والمغرب التأهل لنهائي كأس العرب؟

مباراتان مثيرتان وحماسيتان على المستويات التكتيكية والفنية والبدنية شهدهما نصف نهائي كأس العرب الذي أسفر عن تأهل المغرب والأردن للنهائي، فهل استحقا مكانهما؟
فالنهائي يشهد مواجهة نارية بين “النشامى” الذين يمثلون عرب آسيا ويخوضون أول نهائي لهم في البطولة العربية، ومنتخب أسود الأطلس ممثل عرب أفريقيا، والذي يلعب المباراة النهائية الثانية له في هذا المونديال العربي.
المغرب والإمارات
أبقى المغرب على وجود منتخبات شمال أفريقيا في المباراة النهائية للنسخة الثالثة تواليا، ودخل المباراة رافعا شعار أن “2025 هو عام الأسود” وطامعا بمواصلة نجاحاته في هذا العام الميلادي بعد تأهل المنتخب الأول إلى نهائيات كأس العالم 2026 والتتويج بلقب كأس العالم للشباب وكأس أمم أفريقيا للمحليين والناشئين.
وتوّج المغرب -الذي يشارك في البطولة بمنتخب المحليين مطعما بلاعبين محترفين في الدوريات العربية الرديف- سيطرته على الشوط الأول بهدف التقدم، ثم دافعوا جيدا في الشوط الثاني، قبل أن يلعب البدلاء الذين دفع بهم المدرب طارق السكيتوي دورا في رفع النتيجة، ولا سيما حمد الله العائد بعد غياب في آخر مباراتين بسبب الإيقاف، حيث صنع مهاجم الشباب السعودي الهدف الثاني قبل تسجيله الهدف الثالث بنفسه.
وسجل كريم البركاوي (28) وأشرف المهديوي (83) وعبد الرزاق حمد الله (90+2) أهداف المغرب الذي سبق له بلوغ النهائي في 2012 في طريقه لإحراز لقبه الوحيد، في حين فشلت الإمارات في التأهل الأول إلى المباراة الختامية في ثالث مشاركة لها بعد 1998 و2021.
وبالنسبة للإمارات، لم يكن المنتخب سهلا، والنتيجة الكبيرة لا تعكس أداء “الأبيض” لأنها لعبت -بحسب اعتراف مدرب المغرب طارق السكيتوي- “بروح عالية وكانت ندا لنا، وكنا نعرف أنها ستصعّب المهمة علينا في الشوط الثاني”.
وبدأت الإمارات الشوط الأول بشكل جيد، لكنّ الهدف الأول في منتصف الشوط الأول صدم الإماراتيين وتأخروا لكي يستفيقوا من الصدمة حتى الشوط الثاني الذي كان في مصلحة “الأبيض” بشكل كامل، ولكنهم افتقدوا إلى اللمسة الأخيرة وغاب عنهم المهاجم الهداف والخبير.
وعلى عكس الإماراتيين استغل “أسود الأطلس” المغرب اندفاع الإمارات نحو الهجوم واستفاد من المساحات والفراغات التي تركها اللاعبون الإماراتيون في خط الدفاع لتسجيل الهدفين الثاني والثالث بفضل خبرة لاعبيهم ونجاعتهم الهجومية.
الأردن والسعودية
بدوره، سيكون مدرب منتخب الأردن جمال السلامي في مواجهة خاصة جدا ضد منتخب بلاده، فقد وصف السكيتوي مدرب “أسود الأطلس” بـ”أخي وصديقي”، ولكنه يترقب هذه المواجهة.
ولقّن السلامي الفرنسي هيرفي رونار درسا في الواقعية التدريبية والصلابة الدفاعية والانضباط التكتيكي واللعب بشراسة، والذي وصل حد قول رونار “واجهنا حائطا دفاعيا صلبا لم نتمكن من كسره رغم أننا كنا نعلم كيف سيلعب الأردنيون”.
وأدار السلامي الدقائق الـ90 بالشكل المطلوب، ومن ضمن قراراته الناجحة كان إشراك محمد أبو حشيش في الدقيقة الـ72 حينما لاحظ تقدم عبد الرحمن العبود على الجبهة اليمنى بعد اشتراكه في الشوط الثاني بديلا لمحمد أبو الشامات.
ولعب السلامي بخطة دفاعية محكمة قوامها 5-4-1 عطّل فيها كل مفاتيح لعب “الأخضر” السعودي، وأُجبر لاعبون على ارتكاب الكثير من الأخطاء والتمريرات الخاطئة وعدم القدرة على اختراق هذا الجدار.
وغابت عن السعودية الفعالية الهجومية وعدم وجود ظهيرين وجناحين قادرين على إحداث أي ثغرة في هذا الحائط الدفاعي، وعن هذه الخطة المحكمة قال مدرب السعودية “عندما تواجه هذه الخطة عليك أن تكون أفضل تقنيا، خصوصا على الطرفين لأن العمق يكون مزدحما”.
ويبدو أن إصابة نجم منتخب الأردن يزن النعيمات تحولت إلى حافز للاعبي “النشامى” للقتال لإهداء اللقب إلى زميلهم المصاب الذي تعرّض لإصابة بالغة في ركبته في ربع النهائي ضد العراق ستبعده على الأرجح عن المشاركة الأولى للنشامى في كأس العالم 2026 الصيف المقبل.
ويحتاج منتخب الأردن إلى 90 دقيقة فقط من التركيز التام كما جرت العادة في لقاءاته الماضية بالبطولة من أجل التتويج بلقب المسابقة لأول مرة في تاريخه.
وحافظ منتخب الأردن على مسيرته المثالية في المسابقة بعدما حقق فوزه الخامس على التوالي دون أي تعادل أو خسارة، ليحقق العلامة الكاملة حتى الآن، مع تسجيل 10 أهداف وتلقي شباكه هدفين فقط.
والخلاصة أن المغرب والأردن استحقا العبور إلى نهائي “لوسيل” لسبب رئيسي قدّماه في مباراتي نصف النهائي، وهو الروح والقتالية والانضباط التكتيكي والدفاع المحكم واحترام الخصم والواقعية في مواجهته.
الجزيرة