مليشيا التمرد سرقت وحطّمت كل تراثه الفني
رحيل عبدالقادر سالم .. حزن الرمال .. ودموع القوافي ..
□ تكاثف الحزن وخيّمت سحائبه سماوات الفن والإبداع الذي سطره الراحل الرمز عبد القادر سالم والذي غادر الدنيا بعد رحلة حياة عاشها طولاً وعرضاً في ساحات الفن والكلمة النبيلة ..
□ كان عبدالقادر سالم رجلاً سمحاً .. هينا .. لين الجانب .. سهل العريكة .. وهي حال كل الذين جمّلت دواخلهم الأشعار والألحان النبيلة ..
□ تجاوز الراحل الرمز عبدالقادر سالم صعوبات وعقبات الزمان والحياة التي إعترضت مسيرته الفنية التي إمتدت بطول عمره الذي تجاوز الثمانين عاماً .. لكنه لم يحتمل المشاهد واللحظات المروعة التي عايشها داخل منزله حيث استباحته المليشيا الحاقدة وأعملت الحرق والتدمير للجاهل للمكتبة الفنية لعبد القادر سالم والتي بلغ عمرها يوم دخول العصابات إلي منزله ستين عاماً جمع خلالها الراحل الرمز محتوي فني من كل بقاع الدنيا وأضاف إليه تجربته الخاصة في التأليف والتلحين الموسيقي .. حرقت المليشيا كل هذا التراث وأحرقت كتبه وأشرطته العتيفة ورمت بعوده المحبوب إلي قلبه رمته في النار وكأن لهب حقدها لايشتعل إلا بخشب عود عبد القادر سالم ..
□ قبل أيام رفع الأطباء بمستشقي البقعة بأم درمان أكف التسليم وأخبروا أسرة الراحل المقيم أنهم قد استنفذوا كل تدابير البشر في علاج ابن السودان عامة وكردفان خاصة .. وبكل التسليم والرضاء بقضاء الله وقدره عادت الأسرة بعميدها إلي منزله حيث فاضت روحه إلي بارئها وتمت مواراة جثمانه الثري بمقابر حمد النيل بأم درمان وأنطوت بذلك صفحات حياة الأستاذ عبد القادر سالم الذي غاب جسده فهذه هي ك٩الدنيا المعدودة أياما .. غاب جسده لكن صوته وإرثه سيبقي ليذكر الدنيا والناس بأرضه التي عاش متيماً بحبها حتي آخر لحظات حياته ..
الكاتب/ عبدالماجد عبدالحميد

