آراء
من أين تستمد ولاية الخرطوم خطتها الخمسية؟

ثلاث قضايا تُؤرّق صانع القرار والمواطن السوداني على السواء، وهي: الحرب، والفساد في أجهزة ومؤسسات الدولة، والتهريب.
■ هذا الثلاثي الخطير يمثل هاجسًا يوميًا وصداعًا مؤرقًا للقيادة السودانية الحالية بشقيها العسكري والمدني. وفي ظل هذه الأزمات التي تأخذ بتلابيب السلطة والناس، يتساءل المتابع والمراقب: هل تملك السلطة القائمة خطة استراتيجية للتعاطي مع الظرفي والمستقبلي من الأحداث والقضايا؟
■ هل هناك جهة ما أو مؤسسة أو مركز دراسات لديه تفويض من المجلس السيادي أو مجلس الوزراء ليضع خطة استراتيجية للتعامل مع هذه المهددات الخطيرة التي تنخر في جسد الدولة السودانية وتتحرك ببطء قاتل لضرب مفاصل الدولة وتعطيلها عن الحركة والدوران ببصيرة وخطة واضحة المعالم والمقاصد والمؤشرات؟
■ إن كانت الإجابة بنعم، فأين هذه الخطة؟ ولماذا لا يتم عرضها على الشركاء وأصحاب المصلحة للتفاكر حولها؟
■ وإن كانت الإجابة لا…فالمصيبة أعظم، إذ كيف تمضي أمور بلادنا في ظل هذه العواصف والمهددات بلا خطة استراتيجية واضحة للتعامل مع المهددات التي تتكاثر وتتكاثف مع مطلع كل يوم جديد، وهو واقع يفرض على صانع القرار في البلاد أن يستدعي العقل الاستراتيجي من أبناء السودان بالداخل والخارج لتقديم خطة ورؤية مبصرة للتعاطي مع المخاطر التي تتهدد بلادنا.
■ أقول هذا وبين يدي حديث وزير الثروة الحيوانية عن خطة عشرية لقطاع الثروة الحيوانية بالبلاد. وقبل أيام أسعدني جداً أن ولاية الخرطوم قد أكملت مناقشة خطتها الاستراتيجية الخمسية.
■ السؤال الذي يحتاج إلى تفاكر وتدبر: هل يأخذ وزير الثروة الحيوانية خطة وزارته العشرية من الخطة الاستراتيجية للحكومة السودانية أم هي خطة عشرية أعدها الوزير بالتعاون مع معارفه وأصدقائه من بيوت الخبرة وخبراء التخطيط الاستراتيجي في مجال الثروة الحيوانية؟
■ من أين تستمد ولاية الخرطوم خطتها الخمسية؟ هل تأخذها من خطة متكاملة لولايات السودان كله أم هي خطة تختص بولاية الخرطوم وحدها؟وهل يمكن عمليًّا التخطيط الاستراتيجي لولاية الخرطوم بمعزلٍ عن التخطيط الاستراتيجي الشامل للسودان على ضوء ثلاثي الرعب الذي بدأنا به الحديث؟!
الكاتب/ عبدالماجد عبدالحميد