هذه الصورة ذات البعد الإنساني لا تُظهر ملامح رجل أنهكته المسؤولية فقط بل تختزل في نظرتها الحادة صراع وطن بأكمله يقف على حافة الانهيار ويأبى أن يسقط.
تلك الملامح ليست ملامح قائد يتباهى بانتصار بل ملامح رجل يحمل عبء وطن يتمزق ويُصرّ أن يبقيه واقفا رغم العواصف.
الفريق أول عبد الفتاح البرهان في لحظة كهذه لا يمثل شخصا أو رتبة عسكرية بل يمثل ضمير الدولة السودانية وهي تحاول النجاة من نكبتها الكبرى.
بين ضغط الخارج و حرب تمزّق الجغرافيا وتنهش الوجدان استطاع هذا الرجل أن يجعل ساعة الانهيار بعيدة المنال وأن يزرع في وجدان الناس أن السودان رغم الجراح ما زال قائما.
و أنا كمواطنة أكتب واتحدث من منظور وطني خالص لا تأخذني عاطفة ولا يحركني انتماء ضيق.
فالجيش الذي يقاتل اليوم من أجل وحدة السودان، والرئيس الذي اختار طريق الصمود و ضع نفسه امام امتحان تاريخي لا يحتمل الفشل. لذالك فإن هذه الصورة ليست مشهدا عابراً بل وثيقة إنسانية وسياسية تقول للعالم إن في السودان رجالاً يذوبون تعبا ليبقى الوطن حيّا.
مسافات…جدية عثمان
لندن 12 نوفمبر 2025

