آراء

طال ليلك أيها الحاسد

نعم… طال ليلك ونهارك أيها الحاسد. وطالت أوقاتك عليك بما أنت فيه من حسد، فماذا أنت فاعل؟ فصدرك يغلي، وعقلك مشغول، وتفكيرك لا يرتاح من حسد يأكلك. فأسئلة الحاسد كثيرة لا حصر لها، فقد لا يبوح بها، ولكن واقعه يبوح بها، فمنها…

لماذا هو وليس أنا؟، ولماذا أعطوه وأنا لا؟.

لماذا هو قريب وأنا بعيد؟. لماذا هو محبوب وأنا لا شيء؟. ولماذا هو عنده وليس عندي؟ ويسأل الكثير عن شؤون حياتك الخاصة، ما هذا يا حاسد؟.

وصدق الإمام الشافعي رحمه الله حين قال عنك أيها الحاسد:-

ألا قل لمن بات لي حاسداً

أتدري على من أسأت الأدب

نعم.. أيها الحاسد أسأت الأدب مع ربك الذي أعطاك من النعم والخير الكثير، ألا تكفيك، ولكن نقول لك تمهل، اترك الناس وما هم فيه من نعم وخير، وانشغل بأمورك فذلك خير لك وأحسن. فتدارك أمرك وأصلح شأنك!

ألا تعلم أيها الحاسد أن حسدك يفكك العلاقات، ويفتت الروابط، وتتصلب مشاعرك وأحاسيسك، وتنغص حياة من حولك. قال الإمام ابن الجوزي رحمه الله عنه «الحاسد حزن لازم، وعقل هائم، وحسرة لا تنقضي». هذا حاله حزن وهائم وحسرة تأكل قلبه وتشغله عن كل خير.

ويقول كذلك رحمه الله»يشفيك من الحاسد أنه يغتم وقت سرورك». طال ليلك أيها الحاسد ونهارك وأشغلك الحسد عن معالي الأمور!.

وجاء عن ابن قتيبة رحمه الله عنه قوله»الحاسد طويل الحسرات». وقال معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما «كل الناس أستطيع أن أرضيه إلاّ الحاسد نعمة، فإنه لا يرضيه إلاّ زوالها».وقال الخطاب بن نمير السعدي رحمه الله «الحاسد مجنون؛ لأنه يحسد الحسن والقبيح». ومن روائع الجاحظ رحمه الله في وصف الحاسد ما قال عنه «وما لقيت حاسداً قط إلاّ تبين لك مكنونه بتغير لونه، وتخوّص عينه، وإخفاء سلامه، والإقبال على غيرك، والإعراض عنك، والاستثقال لحديثك، والخلاف لرأيك».

دَعِ الحَسودَ وما يلقاهُ من كَمَدِهْ

يكفيك منه لهيبُ النارِ في كبدهْ

«ومضة»

قال الله تعالى((وَلَا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ . يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ . إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ)). ألا ما أروع القلب السليم! له جمال ما بعده جمال في الدنيا والأخرة. فطوبى لأصحاب القلوب السليمة التي تحمل الخير لمن حولها في مساحات الحياة!. انتهى الدرس!.

ابراهيم عبدالرزاق آل ابراهيم – الشرق القطرية

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



اسماء عثمان

محررة مسؤولة عن تغطية الأحداث الاجتماعية والثقافية، ، تغطي القضايا الاجتماعية والتعليمية مع اهتمام خاص بقضايا الأطفال والشباب.
زر الذهاب إلى الأعلى