احذروا «ابن ثعلوب»

الشعور بالشك والريبة من بعض الأمور ليس بالشعور السيئ بل في كثير من الأحيان يكون شعورا في محله وقد يجنبك هذا الشعور وهذه الشكوك أحياناً مصائب ومشاكل قد يكون بعضها خطيرا، بل أبعد من ذلك لربما يهدد كيانك. وإن كانت دول تُهدم أركانها ويُلغى وجودها ويُسلب أمنها واستقرارها ومواردها وخاصةً من كانت لهم تجارب سيئة معك أو مع الآخرين. ونحن نعلم أن هناك فئات بشرية عندها الغدر بالصاحب هو شيء عادي واعتادت عليه في كثير من المناسبات، كذلك ينطبق هذا الكلام على الدول في علاقاتها المختلفة.
وكم منهم من يعطيك من طرف اللسان حلاوةً وتعتقد بأنه معك صادق وهو في حقيقة الأمر كذوب على شاكلة عبدالله بن سلول لا يُعتد بكلامه! وربما يتصيد الفرص المناسبة بعد أن تركن له ويشعر بأنك تأمن جانبه ويأتيك من حيث لا تحتسب! وقد يكون صاحب قلب حقود يبدي لك أنه حريص على مصالحك ولكن هو يحفر لك من تحتك لكي تسقط سقطة مدوية لا تقوم لك من بعدها قائمة!
فلا يجوز بحال من الأحوال في بعض الأمور أن يفارقك الشعور بالشك والريبة أبداً.
فلا تؤمن الثعالب إذا خرجت عليك في يوم من الأيام وهي تلبس ثياب الواعظين فهي في حقيقة الأمر تلبس ثياب الطالحين فبعض البشر لا يساوي مكر الثعالب أمام مكرهم شيئا يُذكر..
محمد إبراهيم الحسن المهندي – الشرق القطرية
