أخيرًا، أزاحت الهيئة العامة للأبحاث الجيولوجية الستار عن أسرار الانزلاق الأرضي المروّع الذي اجتاح قرية ترسين بجبل مرة، وحوّل القرية الوادعة إلى مأساة دامية راح ضحيتها العشرات وخلف دمارًا هائلاً.
الهيئة، وهي الذراع الفني لوزارة المعادن، أكدت في بيان علمي الثلاثاء أن الكارثة لم تكن محض صدفة، بل نتيجة تداخل مرعب بين غضب الطبيعة وبصمة الإنسان. فأمطار غزيرة اجتاحت المنطقة في أواخر أغسطس، لتتفاعل مع هشاشة البنية الجيولوجية والنشاط البشري غير المدروس مثل التعدين العشوائي وشق الطرق والزراعة على منحدرات غير مستقرة، ممهّدة لانهيار أرضي مدمر.
ولم تكتفِ الهيئة بالتشخيص، بل قدّمت تعريفًا علميًا للانزلاق الأرضي باعتباره “حركة كتلة من التربة أو الصخور أو الحطام على منحدر تحت تأثير الجاذبية”، مشيرة إلى أن هذه الانزلاقات تتفاوت بين بطيئة يمكن التنبؤ بها والتعامل معها، وسريعة مباغتة تشبه الضربات القاتلة للطبيعة، مخلّفة الكوارث والمآسي.
الأكثر إثارة أن جبل مرة ليس غريبًا على مثل هذه الكوارث، فهو يقع ضمن نطاق تكتوني نشط يعرف بـ Tabesti Shear Zone، ما يجعله منطقة ملتهبة جيولوجيًا تعيش على صفيح متحرك، ومعرضة لانزلاقات متكررة كلما تلاقت الأمطار مع طبيعة الأرض الهشة.
لتبقى الحقيقة الصادمة: ما حدث في ترسين قد يتكرر في أي لحظة إن لم يُتخذ الحذر وتُعالج أسباب الخطر.
التيار
انكشاف أسرار الانزلاق الأرضي في جبل مرة: الطبيعة أم الإنسان؟

