تتميز العلاقات القطرية التركية والشراكة الاستراتيجية التي تجمع البلدين بأنها تشكل نموذجا يحتذى به في العلاقات بين الدول، وذلك بفضل الرعاية المشتركة من حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، وأخيه فخامة الرئيس رجب طيب أردوغان رئيس الجمهورية التركية الشقيقة، لهذه الشراكة وحرصهما على تطويرها بشكل مستمر، الأمر الذي جعلها تقطع أشواطا بعيدة فيما يتعلق بالتعاون في كافة المجالات، بما يحقق المصالح المشتركة للبلدين والشعبين الصديقين.
وتعكس الاتفاقيات ومذكرات التفاهم والتي تجاوزت 110 اتفاقيات موقعة بين البلدين، عمق ومتانة هذه العلاقات وقوة الشراكة الاستراتيجية، وهي شراكة أثبتت مدى أهميتها وفاعليتها وتميزها، في أوقات الشدة قبل أوقات الرخاء، حيث كان الفضل في ذلك للقيادة في البلدين، وللطابع المؤسسي لهذه العلاقات من خلال الاجتماعات المنتظمة للجنة الاستراتيجية العليا القطرية – التركية، برئاسة سمو أمير البلاد المفدى واخيه فخامة الرئيس التركي، والتي حوّلت العلاقات بين البلدين إلى علاقات استراتيجية في المجالات المختلفة مثل: الاقتصاد، والصناعة، والدفاع، والأمن، والاستثمار، والطاقة، والثقافة، والملكية الفكرية، والجامعة، والشباب.
وتبرز أهمية الشراكة القطرية التركية، والزيارات المتبادلة بين القيادتين وكبار المسؤولين في البلدين، في كونها أصبحت ركيزة أساسية لجهود البلدين في العمل من أجل تعزيز السلام والاستقرار في الشرق الأوسط والعالم، وذلك من خلال التنسيق الدائم بين الطرفين تجاه القضايا والملفات الساخنة في مختلف أنحاء العالم.
وفي هذا السياق، جاء استقبال سمو أمير البلاد المفدى، ومعالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني، رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية لسعادة السيد هاكان فيدان وزير الخارجية في الجمهورية التركية الشقيقة، وذلك في اطار التنسيق والتشاور المستمر بين البلدين حول تطورات الأوضاع في المنطقة، وخصوصا في قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة وسوريا، وحرصهما على تعزيز العمل المشترك من أجل الأمن والاستقرار في المنطقة.
رأي الشرق – الشرق القطرية – 15/08/2025

