آراء

أخلاق العبيد والثعبان الأقرع!

ليس المعنى أو المقصود بهذا المقال بشكل مباشر الطبقات الاجتماعية للمقارنة بينها.. لتعظيم فئة ضد فئة أخرى باستعادة الشكل التقليدى لمجتمع السادة والعبيد فى التاريخ القديم. ولكن المقصود هنا هو الإشارة إلى تنامى وجود فئة جديدة.. تندرج أخلاقها وسلوكياتها تحت مفهوم «أخلاق العبيد».. الذين لديهم القدرة على التلون من موقف لموقف مناقض، والتلفيق بما هو ليس حقيقيًا لبث سمومهم ضد من حولهم، والتدليس فى سبيل الظهور بقناع محدد سواء كان الوطنية الافتراضية أو المعارضة التى لا تستهدف سوى التخريب والتدمير.

والمهم فى النهاية التواجد على الساحة حتى لو كان ذلك على حساب تغيير قناعاتهم التى هى من الأصل مجرد شعارات لزوم «الشو» الإعلامى والمجتمعى.

أخلاق العبيد تفرض على أتباعها دائمًا العمل فى الظلام للوشاية واختلاق القصص والحوارات التى يحاولون من خلالها إثبات مواقفهم المزيفة من جهة، والحرص على نقل الانطباعات الشخصية بشكل موجه لكى يتمكنوا من تحقيق مكاسب على دماء أبرياء.. خارج نطاق دوائرهم من الأصل من جهة أخرى.

تتسم أخلاق العبيد بأن أصحابها يعتمدون على تصدير أنفسهم باعتبارهم.. العارفين ببواطن الأمور وأسرارها، والملمين بالتفاصيل والخبايا حتى يرسخوا لأنفسهم مكانة افتراضية أكبر كثيرًا من حقيقة مكانتهم أو واقعهم. ولذا نجدهم من أكثر المروجين للقيم والمبادئ المثالية بشكل إنسانى مبالغ فيه.. رغم قدرتهم غير الطبيعية على اختلاق المعلومات والقصص والحكايات لتشويه غيرهم بالكذب والشائعات.

أصحاب أخلاق العبيد يتسمون بحالة من التضخم.. تفوق قدراتهم وإمكاناتهم البعيدة كل البعد عن الكفاءة والخبرة والاقتدار. ويطمسون ذلك بالتركيز على التواجد فى الحياة الثقافية والسياسية والظهور فيها لترديد كلمات تشبه الكليشيهات التى لا فائدة منها، أو بترديد أفكار مبهمة متقطعة وغير مترابطة.. مع الحرص على تضمين كلماتهم لمفردات ومصطلحات.. تبدو كأنها متخصصة، وهى فى الحقيقة.. شُبّهت لهم.

الملاحظ فى ملامح أخلاق العبيد أنهم يعملون معًا فى شكل «شلل» للقضاء على غيرهم من جهة، ولحصولهم على مكاسب جديدة مستمرة.

من جهة أخرى.. لأن نظرية البقاء والتطور فى سلوكهم تُترجم بأن البقاء دائمًا لتحقيق المصالح والمكاسب مهما تكلّف الأمر من تغيير اتجاهات أو مواقف.

نقطة ومن أول السطر..

يتصور البعض أن أخلاق العبيد هى مجرد تصرفات شخصية. ولكن الواقع يؤكد أنها وصلت إلى أن أصبحت سمات لتوجهات بعض الدول.. التى تُبطن الشر لغيرها فى الخفاء، وتدعى الصداقة والأخوة فى العلن أمام الجميع لتنفيذ أجندة مصالحها بالقليل المُعلن منها وبالكثير الخفى منها.

أصحاب أخلاق العبيد هم بمثابة الثعبان الأقرع.. الذى يسعد بابتسامته التى هى فى الأصل.. سموم مجانية متناثرة.

هاني لبيب – المصري اليوم

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



اسماء عثمان

محررة مسؤولة عن تغطية الأحداث الاجتماعية والثقافية، ، تغطي القضايا الاجتماعية والتعليمية مع اهتمام خاص بقضايا الأطفال والشباب.
زر الذهاب إلى الأعلى