آراءأبرز العناوين

دور الحكمة في نزع فتيل الأزمة

* اعتدنا في منطقة الشرق الأوسط وفي سنوات مضت وأيام قليلة مضت؛ أن ننام آمنين مطمئنين.. ونستيقظ بأحداث مشتعلة، وأخبار متسارعة وحرب وغزو وحصار وأزمات..

* أحداث متسارعة، وأخبار متلاحقة… كأن منطقتنا العربية لم تعرف يوما طعم الاستمتاع في فصول العام والهدوء!.

* صواريخ تتطاير وحروب وغارات من غزة إلى الضفة الغربية، ومن ساحل المتوسط إلى مضيق هرمز… الجبهات تشتعل سياسيا وعسكريا واقتصاديا، وكل طرف يمسك الزناد متحفزا، بينما الشعوب تقف متعبة منهكة حيرى تحمل أثقال هجرة وعزلة وتقف بين أنقاض الأمل على أمل عودة وأمان وطن ومكان.

* ما يحدث اليوم ليس مجرد مناوشات طائشة وعابرة؛ بل فصل جديد في كتاب تاريخ حديث أعيد كتابته وطباعته بنسخة حديثة تعبر وتترجم سنوات من الصراع!

* فصل يتضمن بين دفتيه خطر الانزلاق والتوجه إلى مواجهة إقليمية واسعة حذرت منها دولة قطر ، قد تجر خلفها المنطقة ودولا أخرى لم تكن على أهبة الاستعداد لتلك الانزلاقات !

* لا تزال صور الأمهات الثكلى والأطفال والجرحى والشهداء والضحايا والدمار في غزة مستمر أمام العالم، وأمام المجتمع الدولي الذي لم يحرك ساكنا.. ليثبت للعالم ازدواجية توجهات دول كبرى وضيق وأنانية رؤية قادتها!.

* تعيش آلاف العائلات في خطر الموت والخوف والدمار والتشرد والتهجير، بينما العالم ينشغل بالاجتماعات وبالتصريحات الدبلوماسية التي غالبا ما تبقى حبراً على ورق وكلامات لا تتعدى حدود قاعة الاجتماع!

* في خضم هذا المشهد المربك، أين صوت الحكمة؟ أين المبادرات الإقليمية الجادة لوقف النزيف؟ لم يعد كافيًا أن نطالب ببيانات شجب واستنكار؛ المطلوب رؤية إستراتيجية شجاعة من قادة المنطقة، ترتكز إلى منطق المصالح المشتركة وحق الشعوب في الاستقرار والنماء والعيش بسلام وأمان تبني وترعى أجيالا تبني الأوطان.

* وكلمة حق وصدق أقولها بثقة لأشيد بالدور الكبير والمهم الذي تقوم به الدبلوماسية القطرية وممارسة قوتها الناعمة التي أثبتت خلالها دولة قطر في السنوات الأخيرة أنها صوت الحكمة والعقل وسط تصاعد الأزمات.

* الحكمة القطرية المتمثلة بحكمة قيادتنا الرشيدة؛ والتحرك الدبلوماسي الصادق الذي لا يهدأ ولا يتكاسل ولا يقف جانبا مترددا.. وإنما تحركات مستمرة عبر الوساطات المباشرة، وعبر بناء قنوات حوار مع مختلف الأطراف المختلفة والمتنازعة، وهو ما يعكس معنى حقيقيا ونهجا متكاملا في تقديم الحلول السليمة، ونأي المنطقة عن دوامات الحروب والأزمات والعنف.

* أصبحت قطر عنوانًا للدبلوماسية الناعمة والهادئة والبناءة، مع تركيز واضح على قضايا العدالة الإنسانية ودعم استقرار الشعوب.

* واليوم أمام ما تعانيه المنطقة من فوران حرب، وفورة أزمات، وصراعات دول.. أصبحت الحاجة ماسة إلى تحرك عربي- إسلامي موحد، بعيدا عن الحسابات الشخصية والضيقة للدول؛ وإنما تحرك الدبلوماسية الناعمة والصلبة في الوقت ذاته، لوضع حد لإعصار وأزمات متكررة يكون ضحيتها الشعوب قبل غيرهم، تحرك وحوارات بناءة لآفاق تهدئة وسلام.

* آخر جرة قلم:

مع تغطيات مباشرة للمعارك يزداد الوجع والألم، ومعه لا تفقد الشعوب والدول الأمل. ففي كل أزمة فرصة وفي كل مأساة دروس. ودور الحكمة وحضورها الدبلوماسي في إعادة الهدوء للمنطقة، وإيجاد الحلول الحكيمة التي تسعى جادة لإخماد نار حرب لن تجد من يطفئها إن استمرّت أنانية قادة وعشوائيات قرارات تصدر من هناك لتتحكم في دول وشعوب ومصيرها وتسعى لتغيير خارطة العالم حسب مصالحها.. هنا !

الله نسأل أن يسخر الحكمة التي توقف عبث عشوائية حروب لا طائل منها!

سلوى الملا – الشرق القطرية

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



اسماء عثمان

محررة مسؤولة عن تغطية الأحداث الاجتماعية والثقافية، ، تغطي القضايا الاجتماعية والتعليمية مع اهتمام خاص بقضايا الأطفال والشباب.
زر الذهاب إلى الأعلى