حافة هاوية أم حافة تسوية؟

ترامب يلعب مع الشرق الأوسط دور «قيصر روما» الذي بيده مصائر الدول والشعوب في المنطقة والعالم
أين نحن الآن من المواجهة الإيرانية الإسرائيلية؟
الوضع الآن دقيق، صعب، خطر، مفتوح الاحتمالات.
نحن، باختصار أمام احتمالين:
الأول: حافة هاوية تؤدي إلى حرب لا نعرف كيف بدأت ولا كيف ولا متى تنتهي؟
الثاني: حافة تسوية إقليمية «مفروضة دولياً»، بشروط القوة العسكرية.
وما بين «حافة الهاوية العسكرية»، وحافة التسوية الإقليمية، تقع منطقتنا العربية، ما بين دفع فاتورة الاحتمال الأول والاحتمال الثاني.
هنا أسأل أحد الخبراء: أيهما أفضل لنا، تسوية القتال أم تسوية التفاوض؟
في الحالتين، نحن لسنا على ساحة القتال، ولسنا على مائدة التفاوض.
على أرضنا وبحارنا ومجالنا الجوي، وعلى حساب ثرواتنا وتجارتنا وأسواقنا، تدفع فاتورة أخطاء وخطايا مثلث إسرائيل وإيران وأذرعها، وسياسة البيت الأبيض في عهد الرئيس ترامب.
في طفولتنا، كان الأهل يحذروننا من الاقتراب من عود الثقاب، أو موقد الغاز أو الحطب المشتعل، تحت نصيحة «إياك إياك أن تلعب بالنار، أو تقترب منها، حتى لا تحترق».
في السابع من أكتوبر، لعبت «حماس» بالنار، واستفاد منها نتنياهو، وحوّل المنطقة إلى جهنم، وها هو ترامب الآن يلعب مع الشرق الأوسط دور «قيصر روما»، الذي بيده الأمر في صناعة مصائر الدول والشعوب في المنطقة والعالم.
إيران شجعت «حماس» و«حزب الله» والحوثي ونظام الأسد، وها هم جميعاً يدفعون ثمن فاتورة العنتريات والشعبوية.
لا أحد يريد الضرر لأشقائنا وجيراننا في إيران.
إنها لحظة تتطلب الحكمة الشديدة الصادقة حقاً على حاضر ومستقبل إيران، وحتى لا تنزلق الأمور إلى دفع فاتورة جديدة، لا يعرف أحد كلفتها الباهظة.
عماد الدين أديب – صحيفة البيان