الشرع يرى ترامب “الرجل الوحيد القادر على إصلاح هذه المنطقة”..!

في صحيفة “جويش جورنال” كتب رجل الأعمال جوناثان باس مقالاً بعنوان “حوار مع زعيم سوري: رحلة ما وراء الأنقاض”.
وكان باس التقى الشرع في قصر الشعب في دمشق الشهر الماضي، وقال إن القصر فخم ويتناقض مع المباني المتواضعة المحيطة به، كما أبدى ملاحظته بعدم وجود صور للشرع على الجدران، ولا حتى شعارات.
وتحدّث عن حوار دار مع الشرع حول إعادة البناء والمصالحة وعبء قيادة أمة مُحطمة منذ زمن طويل.
و”يتصرّف الشرع بثقة تامة، ويتحدث بهدوء، لكن كل كلمة تأتي بتأنٍ، ولا يوجد في صوته أي نبرة انتصار، ولديه رؤية واضحة بشأن الإرث الذي يرثه”، وفق باس.
ونقل رجل الأعمال عن الشرع قوله “ورثنا أكثر من مجرد خراب؛ ورثنا الصدمة، وانعدام الثقة والتعب. لكننا ورثنا أيضاً الأمل. هَشّ، نعم، لكنه حقيقي”.
“الماضي حاضر في عيون كل شخص، في كل شارع، في كل عائلة. لكن واجبنا الآن هو عدم تكرار ذلك. ولا حتى كنسخة أكثر ليونة، علينا أن نخلق شيئاً جديداً تماماً”، وفق ما نقل باس عن الشرع.
وتحدث باس عن رؤية للشرع تركّز على مجتمع نابض بالحياة، متعدّد الثقافات، مشيراً إلى أن رئيس المرحلة الانتقالية في سوريا “يدعم حق العودة لجميع السوريين – اليهود والدروز والمسيحيين، وغيرهم من الذين جرى الاستيلاء على أملاكهم في ظل حكم عائلة الأسد”، بحسب باس.
“إذا كنتُ وحدي المتحدث، فسوريا لم تتعلم شيئاً. ندعو جميع الأصوات إلى طاولة الحوار – العلمانية والدينية والقَبَلية والأكاديمية والريفية والحضرية. على الدولة أن تُنصت الآن أكثر مما تُملي”، بحسب الشرع خلال اللقاء.
وطُرح سؤال خلال اللقاء: هل سيعود الناس إلى الثقة؟ هل سيصدّقون وعود حكومة تنهض من رماد الدكتاتورية؟، أجاب الشرع: “لا أطلب الثقة، بل أطلب الصبر والتدقيق. حاسبوني. حاسبوا هذه العملية. هكذا ستأتي الثقة”.
وتحدث باس عن مطالبة الشرع ببرامج اقتصادية طارئة تُركز على خلق فرص عمل في الزراعة والصناعة والبناء والخدمات العامة.
وقال الشرع لباس: “لم يعد الأمر يتعلق بالأيديولوجيا، بل بإعطاء الناس سبباً للبقاء، وسبباً للعيش، وسبباً للإيمان”.
“لن تُبنى سوريا المستقرة بالخطابات أو الشعارات، بل بالأفعال في الأسواق، وفي الفصول الدراسية، وفي المزارع، وفي ورش العمل. سنعيد بناء سلاسل التوريد. ستعود سوريا مركزاً للتجارة والتبادل التجاري”، بحسب الشرع خلال اللقاء.
وقال رئيس المرحلة الانتقالية السورية: “كل شاب يعمل يُقلل من خطر التطرف. كل طفل في المدرسة يعد صوتاً للمستقبل”.
وفي أحد أكثر أجزاء الحديث حساسية خلال اللقاء، تناول الشرع مستقبل علاقة سوريا بإسرائيل، قائلا: “أريد أن أكون واضحاً. يجب أن ينتهي عصر التفجير المتبادَل الذي لا ينتهي. لا تزدهر أي دولة عندما يملؤها الخوف. الحقيقة هي أن لدينا أعداءً مشتركين، ويمكننا أن نلعب دوراً رئيسياً في الأمن الإقليمي”.
وأعرب الشرع خلال اللقاء عن رغبته في العودة إلى روح اتفاقية فض الاشتباك لعام 1974، ليس فقط كخط لوقف إطلاق النار، بل كأساس لضبط النفس المتبادَل وحماية المدنيين، وخاصةً الدروز في جنوب سوريا ومرتفعات الجولان.
وقال الشرع إن “الدروز السوريين ليسوا بيادق. إنهم مواطنون – متجذرون بعمق، ومخلصون تاريخياً، ويستحقون كل الحماية بموجب القانون”.
وبينما امتنع الشرع عن اقتراح التطبيع الفوري، أشار إلى انفتاحه على محادثات مستقبلية قائمة على القانون الدولي والسيادة، وفق الشرع.
وتحدث الشرع عن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال اللقاء، ووصفه بـ”رجل سلام”.
وأضاف الشرع: “تعرّض كِلانا لهجوم من نفس العدو. ترامب يُدرك جيدا أهمية النفوذ والقوة والنتائج. سوريا بحاجة إلى وسيط نزيه يُعيد ضبط الحوار”.
وتابع الشرع: “إذا كانت هناك إمكانية لتوافق يُسهم في تحقيق الاستقرار في المنطقة، والأمن للولايات المتحدة وحلفائها، فأنا مستعدّ لإجراء هذا الحوار. إنه الرجل الوحيد القادر على إصلاح هذه المنطقة، وجمع شملنا، خطوة بخطوة”.
ورأى باس أن سوريا الجديدة لا تخشى اتخاذ خطوات غير تقليدية سعياً وراء السلام، كما رأى أنّ ماضي الشرع “المتطرف والعنيف” علّمه كيفية التعامل مع المستقبل.
“تاريخه مع التطرف جعله قادراً على الدفاع عن سوريا من الداخل – ضد تنظيم الدولة وضد مَن يسعون إلى تقويض التقدم الهَشّ الجاري”.
ووفق تحليل باس فإن الشرع “تطور من الثورة إلى الحكم، ويمتلك القدرة على القيادة والتأثير في المستقبل الحقيقي لهذا البلد”.
بي بي سي نيوز عربي