Site icon كوش نيوز

إسرائيل في حضرة الطبيب النفسيِّ!!

العربُ في حاجةٍ أكبر لفهم نفسيَّة إسرائيل، والتعمُّق في تفاصيلها، وأعراضها، كمجتمعٍ غريبٍ ومغروزٍ كالخنجرِ في خاصرة الحاضرةِ والباديةِ العربيَّة منذ ثلاثة أرباع القرن من الزَّمان.ولو تمثَّلت إسرائيل كمريضٍ نفسيٍّ في حضرة الطَّبيب، وكشف عليها الطَّبيبُ سريريًّا، وعقدَ معها جلساتٍ سماعيَّةً وتحليليَّةً، لكتبَ عنها التَّقرير التَّالي:(المريضةُ إسرائيل تُقنِعُ نفسَهَا أنَّها الأقوَى في الشَّرق الأوسط، وفي الوقتِ نفسِهِ تحتاجُ لحبوبٍ مُهدِّئةٍ قويَّةٍ؛ كي تقدرَ على النَّوم،

وعقلها الباطني يحرمها من راحةِ البالِ، ويظلُّ يُردِّد عليها عبارة أنَّ اليهودَ لن يُبادُوا مرَّة أُخْرى، وأنَّ «هولوكوست» آخرَ بعيدُ المنالِ، ولذلك فهي عندما تهاجمُ العربَ عمومًا، والفلسطينيِّينَ خصوصًا، تضرب بقسوةٍ وقُوَّةٍ مُفرطةٍ، فقطْ؛ كي تُرسلَ رسالةً لهم بألَّا يفكِّرُوا بالردِّ عليها، وأنَّهم أضعفُ من مواجهة ردِّها عليهم إذا ردُّوا؛ لأنَّها الأقوَى، وهي تُبالغُ في العنفِ لتُخيفهم أكثرَ ممَّا لتنتصر، لكنَّ الحقيقة أنَّها ترتعبُ من فكرة تخلِّي العرب عن خيارِ السَّلام الذي ارتأوه، وانتهاج طريقِ الحربِ، وهذه الخشية تتخفَّى خلفَ غطرستِهَا المسرحيَّة، التي ملأت بها الآفاق، وهي تعلمُ -عِلَم اليَقين، وعينَ اليَقينِ- أنَّها بدونِ الدَّعم الأمريكي مُجرَّد دُويلةٍ صغيرةٍ، وتُروِّض نفسيَّتها على أنَّ هذا الدَّعم ضمانٌ أبديٌّ لها، وتتمسَّك به مثلما يتمسَّك الغوَّاصُ في عُمق البحر اللُّجيِّ بأنبوبةِ الأكسجين، وتراه علاجًا لرُهاب الزَّوالِ والتيهِ والتشتُّت في الأرضِ، الذي تُعاني منه على مرِّ التَّاريخ اليهوديِّ، منذُ زمنِ النبيِّ موسى -عليهِ السَّلامُ-، بقَدَرٍ من اللهِ وغضبٍ منه،

وإفراطها في قتلِ أطفال ونساء غزَّة، وقصف كلِّ مرافق الحياة، مقصودٌ ومُتعمَّدٌ لإرهابِ أيِّ فكرةِ مقاومةٍ مستقبليَّةٍ لها، وهي أعلمُ النَّاس أنَّه لابُدَّ من عقابٍ إلهيٍّ يتربَّصُها؛ بسببِ إفسادِهِم المتكرِّر، وهذا هو مرضُها النفسيُّ العُضالُ الذي لا بُرْء منه، ولا علاج)!.انتهى تقريرُ الطَّبيب، وأختمُ المقالَ بما قاله اللهُ العليمُ بشؤون بني إسرائيلَ في كتابه الكريم، «سورة الإسراء الآية ٧»: (إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا)، وهو ما سيتحقَّق -بلا مقدار ذرَّة حقيرة من الشكِّ- في القريبِ العاجلِ، أو في المستقبلِ البعيدِ.

م. طلال القشقري – جريدة المدينة

Exit mobile version