آراءأبرز العناوين

مستقبل السودان.. خريطة طريق لسد الذرائع

موضوعان رئيسيان يتحدث عنهما معظم الناس، إعمار الخرطوم بعد تحريرها، والمشاركة السياسية والتي يجب ألا تكون إلا بعد انتهاء الحرب، وأستطيع أن أقول بكل ثقة واطمئنان وقناعة أن الموضوعين، الخرطوم بمركزيتها والسياسة بأحزابها هما سبب الحالة التي وصلت لها البلاد بفعل هذا العدوان الذي قام على تآمر اعتمد الغدر والخيانة وغذاه الكره والحقد، هذه الحالة تتطلب تعريفا دقيقا وفهما عميقا وإلماما كاملا بمشكلتنا ومن ثم التفكير الجاد واستقصاء الحلول المناسبة، وعليه اواصل رسم خريطة الطريق والتي بدأتها قبل قرابة العام واعتقد أنها السبيل الانجع لحل مشكلة البلاد ومن ثم نهضتها، ذلك لما تتضمنه من رؤية جديدة وهيكلة مختلفة للدولة.. وأستطيع القول إن ما اطرحه يعتبر فعلا خريطة طريق لانه يبنى على رؤية جديدة.. فما دون ذلك لا يعتبر خريطة طريق وان سمي بذلك، وانما يعتبر السير في ذات الطريق!

نركز في حديثنا هذا على الموضوعين أو قل المشكلتين التي قعدتا بالبلاد بل أوردتها المهالك: مركزية الخرطوم، خلقت هذه المركزية تصورات عند البعض ولدت مصطلح الهامش، ومؤخرا المصطلح المضحك دولة ٥٦ !. والمصطلحان كلفا البلاد الكثير واحدثا فيها ما احدثا من خراب ودمار، ومن المفارقات أن الخرطوم كمدينة أو ولاية لم تقتصر على أحد بعينه عنصرا كان أو طبقة أو مستوى.. بل كانت مفتوحة لدرجة الغفلة حتى تمددت فيها العشوائيات كما لم يحدث في أي مكان في العالم، ومن المضحكات إن الذين قادوا هذه الحرب على الخرطوم حقدا وكرها وبغضا وتشفيا وانتقاما وقبل ذلك هددوا اهلها بتهجيرهم وإسكان الكدايس عماراتهم، نقول من المضحكات المبكيات أن هؤلاء يملكون فيها من العقارات ما لم يملكه غيرهم، وتتوفر لهم أرصدة في بنوكها ما لم يتوفر لغيرهم ويتعلم أولادهم في مؤسساتها بفرص لم تتح لغيرهم !

الان لا يهم إن كانت دعاوى الهامش او ٥٦ أو غيرها صحيحة أم كاذبة فقد تم الانتقام من الخرطوم شر انتقام ! ولم يبق أمام الناس إلا التفكير فيما هو آت. وقفل الباب أمام البغض والكره والعداوات.

وهنا اكرر ما قلته من قبل وهو ضرورة انتهاج نظام فيدرالي كامل لا مركزية فيه، وهذا لن يتم إلا بإلغاء مركزية الخرطوم وهذا لن يكون إلا بإلغاء الوزارات المركزية التي لا داعي لها اصلا مع وجود وزارات ولائية.. لا يجب أن تقوم الخرطوم مجددا بنفس رسمها وشكلها ومؤسساتها ووضعها !.

الموضوع الآخر هو الأحزاب، لو وضعنا تجربة الأحزاب وسلوكها في الممارسة السياسية أمام علماء سياسة محايدين مجردين لتشريحها ودراستها والخروج بتوصيات بشأنها، لا اشك اطلاقا بأنهم سيؤكدون عدم ملاءمة هذا النظام للبلاد.. بل لو وضعنا التجربة والممارسات أمام علماء اجتماع و علماء نفس وحتى علماء بيئة وجغرافيا بجانب علماء السياسة لأكدوا لنا ذات النتيجة!!!. أن تجربة الممارسة السياسية خلال العقود الماضية أكدت أن الأحزاب لا تمارس سياسة بل تمارس كرها وبغضا وحقدا وضغينة واستهدافا وتآمرا ضد بعضها البعض، ومؤخرا امتد هذا العداء للقوات المسلحة فكان ما كان.

بعد انتهاء الحرب، نحن في حاجة لفترة تأسيسية تتولى فيها القوات المسلحة الحكم، ترعى خلالها نقاشات واسعة يشارك فيها الجميع (كأفراد وقطاعات وليس كأحزاب ) بغرض وضع تصور وهيكلة للبلاد بما يقفل الباب تماما أمام أي اعتقادات أو اوهام بتميز إقليم عن آخر، فترة تشهد وضع أساس قوي لنهضة كل إقليم بمقدراته وامكاناته وثرواته في ظل سلطة أبنائه، فترة يدرس الناس فيها النظام الأنسب للبلاد وإن جاء دكتاتوريا !!

نقول بعد كل هذا الخراب، وبعد كل هذه التضحيات من شهداء وجرحى وآخرين ما زالوا في الرباط يحفظهم الله، وبعدما عانى الناس ماعانوا، بعد كل ذلك لا يجوز ولا يصح ولا يعقل أن يعود الحال كما كان أحزاب سياسية وخرطوم مركزية !!

ومازال للخريطة بقية إن شاء الله تعالى

علي عبد الكريم صالح – الشرق القطرية

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



اسماء عثمان

محررة مسؤولة عن تغطية الأحداث الاجتماعية والثقافية، ، تغطي القضايا الاجتماعية والتعليمية مع اهتمام خاص بقضايا الأطفال والشباب.
زر الذهاب إلى الأعلى