آراء

المعجبون بأنفسهم

قال تعالى (‫لَقَد نَصَرَكُمُ ٱللَّهُ فِی مَوَاطِنَ كَثِیرَةࣲ وَیَومَ حُنَینٍ إِذ أَعجَبَتكُم كَثرَتُكُم فَلَم تُغنِ عَنكُم شَیـࣰٔا وَضَاقَت عَلَیكُمُ ٱلأَرضُ بِمَا رَحُبَت ثُمَّ وَلَّیتُم مُّدبِرِینَ﴿ ٢٥ ﴾ ‫ثُمَّ أَنزَلَ ٱللَّهُ سَكِینَتَهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ وَعَلَى ٱلمُؤمِنِینَ وَأَنزَلَ جُنُودࣰا لَّم تَرَوهَا وَعَذَّبَ ٱلَّذِینَ كَفَرُوا۟ وَذَ ٰ⁠لِكَ جَزَاۤءُ ٱلكَـٰفِرِینَ﴿ ٢٦ ﴾ ‫ثُمَّ یَتُوبُ ٱللَّهُ مِنۢ بَعدِ ذَ ٰ⁠لِكَ عَلَىٰ مَن یَشَاۤءُ وَٱللَّهُ غَفُورࣱ رَّحِیمࣱ ﴿ ٢٧ ﴾ ‫یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ إِنَّمَا ٱلمُشرِكُونَ نَجَسࣱ فَلَا یَقرَبُوا۟ ٱلمَسجِدَ ٱلحَرَامَ بَعدَ عَامِهِم هَـذَا وَإِن خِفتُم عَیلَةࣰ فَسَوفَ یُغنِیكُمُ ٱللَّهُ مِن فَضلِهِ إِن شَاۤءَ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِیمٌ حَكِیمࣱ ﴿ ٢٨ ﴾ التَّوبَة‬‬‬‬

التفسير البياني:

• التأكيدات في (لقد نصركم الله) اللام وقد والفعل الماضي أتت لتبين انه مهما كان في حنين فإنه في النهاية نصر اذ أبوا ورجعوا.

• (في مواطن كثيرة ويوم حنين إذ..) ما قال يوم حنين ومواطن. لأن الحديث سيسهب فيه حول حنين وذكر المواطن لبيان الامتنان منه سبحانه على المسلمين وتعظيم المهابة في صدورهم.

• (وضاقت عليكم الأزض بما رحبت) استعارة تثبت ضيق الصدور في اوضح صورة فبالرغم من كل ما في الصدر من اتساع حين الاغترار بالعدد الا انها صاقت عن فرح بعد هزيمة.

• (ثم وليتم مدبرين) عطف على التراخي الرتبي اذ التولي بعيد جدا عن الفرح الذي كان في البداية.

• (ثم أنزل الله سكينته) نسبة السكينة اليه سبحانه في هذا المقام فيه ما لا يخفى من تثبيت.

• (على رسوله وعلى المؤمنين) لأن تثبيت القائد تثبيت للجند.

• (ثم) للعطف على التراخي هي لبيان الرتب المتفاوتة بين انزال السكينة والتوبة عليهم.

• لكن العطف بالواو (ثم أنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وأنزل جنودا لم تروها وعذب الذين كفروا) يوضح بما لا يخفى كم هي السكينة قريبة من ادوات النصر وجنده والاثخان في العدو.

• (إنما المشركون نجس) وكأنه قال سبحانه المشركون ليسوا شيئا الا نجاسة. اسلوب حصر يوضح الغاية من نهيهم عن قرب المسجد الحرام بعد خيانتهم.

الأنماط الواضحة (عوائق – رقائق – منطلق):

• هذا الصنف في هذه الآيات هو من أصناف المؤمنين المقصرين. فالمغتر بنفسه والذي أعمته كثرة عن همة وعود بالفضل لله هو من أسباب الهزيمة في الجيوش والأمم.

• ينبغي على المسلم أن يتذكر دوما ان كل نصر وكل تفوق له في هذه الحياة ما كان الا بتوفيق وفضل من ربه.

• الكثرة ليست عيبا بل مطلوبة ولكن ان كان اعجاب المرء بها منسيا لفضل الله ستكون كارثة ولابد.

• الذي جرى في حنين من اعجاب بالنفس كان نموذجا تدريبيا لكل جيش مسلم على ممارسات الميدان. وفي هذا ما يثبت المعنى ويرسخه في الميدان أكثر من قول او توجيه دون مثال.

• ان الاعجاب بالنفس داء قاتل اذ المواقف تحرجه جدا وتجرحه جدا فصاحبه ليس مهيئا لتلقي الصدمات بسكن والتعامل معها بحكمة لان روحه وعقله وجسده لن تعمل كما ينبغي. ستخذله نفسه جدا.

• الغني من أغناه الله ولن يخاف الفقر من استند للغني الكريم. فلينطلق كل تائب الى حيث اليقين وليعلم ان الله يحبه أكثر وسينصره بالاعداد واليقين والتوبة

إياد خندقجي – الشرق القطرية

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



اسماء عثمان

محررة مسؤولة عن تغطية الأحداث الاجتماعية والثقافية، ، تغطي القضايا الاجتماعية والتعليمية مع اهتمام خاص بقضايا الأطفال والشباب.
زر الذهاب إلى الأعلى