آراء

الذكاء الشرير!!

آخر أخبار الرئيس ترامب المثير للجدل والتهكم والتعليقات يتعلق بالذكاء الاصطناعي، الذي يعتبر ترامب من أكثر مؤيديه على مستوى العالم، ترامب الذي أظهر تأييده لهذا الجانب خلال حفل تنصيبه كرئيس للولايات المتحدة، عندما حشد في قاعة الاحتفال كبار رموز ورؤساء شركات التكنولوجيا ومواقع التواصل الاجتماعي والبرمجيات، وهو نفسه الذي وظف الملياردير إيلون ماسك رائد صناعة البرمجة والنقل فائق السرعة كوزير للكفاءة الحكومية، لكن مؤخراً وقع الرجلان ضحيتين لهذه التقنية بشكل يحتاج إلى إعادة النظر وسرعة مراجعة أنظمة الذكاء الاصطناعي!

يقال إن أشد الضربات هي التي تأتيك من المكان أو الأشخاص الأقرب لك، ويقال كذلك «من مأمنه يؤتى الحذر» لكن في ظل انفجار ثورة البرمجيات والصناعات التقنية والذكاء الاصطناعي لم يعد من الممكن التحكم في أي أمر أو السيطرة على الأفكار والممارسات ببضعة قوانين أو إجراءات صارمة، فما المطلوب إذن ؟ تدمير التقنية مثلاً؟في اليومين الأخيرين تفاجأ ترامب وماسك بمقطع الفيديو الذي يظهر السيد الرئيس ترامب وهو يقبل قدمي ماسك وفي الخلفية جملة تقول ماسك هو الملك الحقيقي! الفيلم ليس حقيقياً بالطبع، فهو معد بواسطة الذكاء الاصطناعي، وقد أثار ضجة وانتشاراً كبيرين، الأمر الذي دفع البيت الأبيض لأن يتحرك بغية فرض إجراءات وعقوبات على منتج الفيديو، أما الأهم فإن ما حصل يؤكد تحذيرات قطب البرمجيات والتكنولوجيا بيل غيتس الذي حذر من شرور هذا الذكاء ومخاطره وتحديداً الأخلاقية والاقتصادية!

غيتس كان قد أشار في تحذيراته التي قالها منذ العام 2015، إلى أنه قد يتم استخدام هذا الذكاء في التلاعب بالحقائق والمعلومات، مثل استحداث «الأخبار المزيفة»، وإعداد مقاطع غير حقيقية بطريقة صناعة نسخ بشرية، وغير ذلك، وهذا يفرض وضع إطار أخلاقي وقانوني يضبط استخدام هذه التقنيات التي يندفع العالم صوبها دون التفكير في شرورها!!

هذا ليس الخطر الوحيد، فهناك خوف شديد من انعكاسات هذا الذكاء على البشر وفقدان وظائفهم وأعمالهم، ما سيؤثر على اقتصادات واستقرار المجتمعات، إضافة إلى فروقات الذكاء الهائلة التي ستجعل التحكم في نظام المعلومات بيد أنظمة الذكاء، وسيفقد البشر سيطرتهم على الحياة في هذا الكوكب!

عائشة سلطان – صحيفة البيان

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



اسماء عثمان

محررة مسؤولة عن تغطية الأحداث الاجتماعية والثقافية، ، تغطي القضايا الاجتماعية والتعليمية مع اهتمام خاص بقضايا الأطفال والشباب.
زر الذهاب إلى الأعلى