الحل.. أرض فلسطين لا تُحتل!!

الاحتلالُ الإسرائيليُّ الصَّارخ الذي تفرضه إسرائيل بالقوَّة، وبدعم من الولايات المتَّحدة الأمريكيَّة، لابُدَّ أنْ يكون له تبعاته المستقبليَّة، وليس هناك أقوى من إرادة الشُّعوب في استرداد حقوقها، والظُّلم الذي يمرُّ به أهل غزَّة من حرب، وقتل، وتشريد، وآخر الأمر التَّخطيط الذي دعا إليه نتنياهو من تهجير لأهلها عن أرضهم، سيكون له تبعاته على المنطقة.
إنَّ الوقوف بوجه هذا التوجُّه، الذي تبنَّاه نتنياهو، وتخطيطه المتهوِّر في المنطقة -ظانًّا من نفسه أنْ لنْ يكون للدُّول والشُّعوب موقفٌ موحدٌ- هو الحلُّ العمليُّ للحدِّ من التوسُّع الذي تفرضه إسرائيل، لقد عبَّرت كلُّ الدُّول العربيَّة والإسلاميَّة والشَّقيقة برفضها التَّام -جملةً وتفصيلًا- لتلك الممارسات الإرهابيَّة الخاصَّة بالتَّهجير القسريِّ اللاإنسانيِّ للفلسطينيِّين، وإبعادهم عن أرضهم، وعلى رأسها المملكة العربيَّة السعوديَّة التي عبرت عن موقفها السياسيِّ والإنسانيِّ الواضح من هذا التَّهجير، وتغريب الشَّعب الفلسطينيِّ، وثمَّنت المملكة ما أعلنته تلك الدُّول الشَّقيقة؛ تأييدًا وتعضيدًا على الرَّفض التَّام لما صرَّح به نتنياهو، بخصوص تهجير الشَّعب الفلسطينيِّ من أرضه.
وما هذه التَّصريحات في حقيقتها إلَّا صرفُ نظر العالم عن الجرائم البشعة، التي تقوم بها إسرائيل على أرض الواقع، وما يجب أنْ يُتَّخذ في حقِّها من قرارات دوليَّة تُعيد صواب نتنياهو، ومَن يؤيِّده إلى رُشدهم، وإنَّ المطلوب تحقيقه هو ما نصَّت عليه قرارات الأنظمة الدوليَّة، والتي أكَّدت أنَّ المطلوب هو التَّعايش السِّلميُّ، وأنَّ الحلَّ هو أنَّ أرض فلسطين لا تُحتل، ولا يُسمح لأيِّ جهةٍ بما في ذلك الولايات المتَّحدة الأمريكيَّة قبول فكرة التَّهجير الظَّالمة، وأنْ يكون السَّعي هو تحقيق السَّلام على أرض الواقع، وقبول حل الدَّولتين، لا الدَّولة الإسرائيليَّة المنفردة على أرض فلسطين.إن مثل هذا التهجير والبغي على أهل الأرض من الفلسطينيين ستكون له تبعاته، التي قد تقود الإسرائيليين -حكومة وشعباً- إلى مزيد من الخسائر، خاصة أن تبني رفض فكرة التهجير محاطة بالتوجه الدولي والإقليمي، وهو ما تزعمت طرحه وتبنته المملكة العربية السعودية، والذي هو مؤشر بوضوح إلى موقف وزارة الخارجية السعودية، وما جاء في بيانها من عدم إنسانية ولا نظامية ما صرح به نتنياهو؛ مما يدل أن حكومات وشُعوب المنطقة ستكون لها إجراءاتها النظاميَّة والسياسيَّة الرَّادعة لمثل هذا التصرُّف الأحمق، ولا شكَّ أنَّ هناك عقلاء من محبِّي السَّلام في إسرائيل نفسها لهم موقفهم المشرِّف من التَّهجير، وذلك برفضهم فكر نتنياهو، وتصرُّفاته المعتدية، وتصريحاته الباغية، وهؤلاء -حقيقةً- هُم وحدهم الرَّصيد الحقيقيُّ للتَّعايش السِّلميِّ، والحفاظ على النَّواحي الإنسانيَّة والسِّلميَّة بين الشَّعبين الفلسطينيِّ والإسرائيليِّ.
أ.د صالح عبدالعزيز الكريم – جريدة المدينة