آراء

الريال والرئيس وكيف تُدار الأندية

فى ٢٧ فبراير ٢٠٠٦.. تقدم فلورنتينو بيريز باستقالته من رئاسة نادى ريال مدريد.. أدرك أنه أخطأ فى بعض قراراته واختياراته، وشعر أن استمراره مع نتائج سيئة للنادى الكبير سيعنى بداية اتهام بيريز بالضعف، وهو ما لن يقبل به مطلقًا.. فقد كان أحد الذين استوعبوا نصيحة للرئيس الأمريكى الأسبق أيزنهاور حين قال إن الناس قد تغفر للرئيس خطأه، لكنها أبدًا لن تغفر له ضعفه.

وأراد بيريز أن يرحل قويًّا مخطئًا بدلًا من البقاء ضعيفًا يتمنى السماح له بالبقاء.. وبعد ثلاث سنوات فقط.. وبالتحديد فى الأول من يونيو ٢٠٠٩.. عاد فلورنتينو بيريز من جديد لرئاسة ريال مدريد.. وإذا كان بيريز قد استقال ملتزمًا بنصيحة أيزنهاور.. فقد عاد مقتنعًا بما قاله الأديب الكبير برنارد شو حين أكد أن الإنسان الذى لا يستطيع تغيير أفكاره لن يستطيع أبدًا تغيير أى شىء.

ولهذا لم يعد بيريز للرئاسة إلا وقد أصبح عارفًا بما أخطأ فيه أثناء فترة رئاسته الأولى وبات على استعداد لتغيير آرائه وأفكاره وأسلوب إدارته.. ففى الفترة الأولى تصور بيريز أن التعاقد مع النجوم الكبار هو أقرب الطرق إلى النجاح.. وهكذا تعاقد مع لويس فيجو وزين الدين زيدان ورونالدو وديفيد بيكهام.. وكانت سياسة اشتهرت باسم جالاتيكوس.

لكن لم يأتِ هؤلاء النجوم الكبار بنجاح كان يريده بيريز للريال.. وأدرك أنه صنع فقط شكلًا جميلًا مبهرًا للفريق دون إنجاز حقيقى ودائم على الأرض.. وأنه لا يكفى أن يصنع للريال مكانة وشهرة عالمية ويحقق أرباحًا ومكاسب اقتصادية، متناسيًا أن القيمة الحقيقية لأى نادٍ هى اللعب والانتصار.. وإلا لن تدوم الشهرة وتبقى المكانة وتستمر المكاسب والأرباح.. وهكذا عاد فلورنتينو بيريز لرئاسة مدريد مرة أخرى.. لم يتخلَّ عن سياسة الجالاتيكوس والتعاقد مع الكبار، فجاء كاكا وكريستيانو رونالدو وراؤل وكريم بنزيما وتشابى ألونسو.

لكن مع إدراك أن هؤلاء النجوم لن ينجحوا بدون مدربين أفضل وإدارة أكثر حسمًا وتعرف كيف تنجح والأهم كيف تحافظ على ما تحقق من نجاحات.. ومنذ ٢٠٠٩.. أدار بيريز نادى الريال دون أن يتهمه أى أحد فى أى وقت بالضعف.. بقى الرئيس القوى الذى لا يضعف ولا يرتبك ولا يخاف حتى إن أخطأ أو خسر.. فتوالت البطولات والانتصارات.. ٣٧ بطولة مختلفة لكرة القدم و٢٨ بطولة لكرة السلة.. وأصبح أكثر رئيس فاز معه ريال مدريد ببطولات وتفوق على سانتياجو برنابيو، الذى ظل الرئيس التاريخى للريال، إلى أن جاء بيريز لينتزع منه هذا اللقب.. ومنذ خمسة أيام فقط.. بدأ بيريز فترته السابعة رئيسًا لريال مدريد.

ياسر أيوب – المصري اليوم

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



اسماء عثمان

محررة مسؤولة عن تغطية الأحداث الاجتماعية والثقافية، ، تغطي القضايا الاجتماعية والتعليمية مع اهتمام خاص بقضايا الأطفال والشباب.
زر الذهاب إلى الأعلى