كثيرة هي القرارات الصعبة في حياتنا، فتجدنا نصيب في قرار ونخطئ في آخر، وهذه سنة الحياة وقضاء الله وقدره، ومع ذلك فهذه القرارات متفاوتة من حيث الأهمية، فهناك قرار مهم وهناك قرار أهم، وما أعنيه هنا القرارات المصيرية والمهمة التي لها ما بعدها في مسار حياتنا.
أما القرار كمعنى فهو ما ثبت عليه الرأي وما استقر عليه الحكم في مسألة، وفي الحقيقة أن اتخاذ القرار في أمر مهم ليس بالأمر السهل وإنما فيه صعوبة، ومكمن هذه الصعوبة التفكير والحيرة والتردد في اتخاذ الرأي المناسب، وقد يصل الحال بالمرء إلى شلل التفكير أحيانا، لأنه يخاف ألا يكون قراره الذي اتخذه صائبا فيمنى بالفشل ويندم حين لا يجدي الندم نفعا، وهنا لابد للمرء ان يضع في اعتباره أمورا غاية في الأهمية وهو في هذه الحالة منها: التوكل على الله تعالى ثم الثقة بالنفس، ولابد أن يعطي نفسه وقتا كافيا في التفكير فلا يستعجل في اتخاذ القرار بل يتروى، وقد صدق الشاعر، حيث يقول:
قد يبلغ المتأني بعض حاجته
وقد يكون مع المستعجل الزللولا مانع من أن يشاور أهل التجربة والخبرة، فالشورى مبدأ أصيل من مبادئ الإسلام وفيها الخير كله وقد قال الشاعر:
شاور سواك إذا نابتك نائبة
يوما وإن كنت من أهل المشورات
فالمشاورة تنقيح للأفكار وتوحيد للرؤى ولابد أيضا من الاستخارة فما خاب من استخار ولا ندم من استشار، وأن يكون المرء عقلانيا وواقعيا في تفكيره فلا يتخيل ما لا يكون، ثم إن الرأي يحتاج عزيمة وما قدره الله لنا كائن، ودمتم سالمين.
مشعل السعيد – الأنباء الكويتية