لم تتوقف حتى 20 يناير (موعد تنصيب الرئيس الأمريكى العائد للبيت الأبيض دونالد ترامب)، حيث تتلاحق الأحداث فى اليوم الواحد، بل تتتابع وكأنها أعوام، حتى كان هناك موعد بين إيلون ماسك، الملياردير الأمريكى الشهير، وأحد أعمدة الإدارة الجديدة، والذى التقى أحد سفراء إيران المهمين، فى محاولة لتذليل أحداث الشرق الأوسط، ولم نعرف، ولم يعرف أحد، ماهية الصفقات المنتظرة بين الإدارة الجديدة وترامب عقب هذا اللقاء المثير، ثم شاهدنا ترامب يتوعد منطقتنا بالجحيم، رغم أنه الرئيس الذى جاء لكى يوقف الحروب فى الشرق الأوسط، وأوروبا، ثم هدد جيرانه بالاستيلاء على أكبر جزيرة فى العالم (جرينلاند- تحت السيطرة الدنماركية)، حيث طلب من الدنماركيين دراسة الأمر، وبالتالى فإن الأوروبيين، وأولهم الألمان، سارعوا إلى إبداء المخاوف من تغيير الحدود، لأن جرينلاند ليست جزيرة صغيرة، فمساحتها مليونا كيلو متر مربع (ضعف مساحة مصر)، ولها تأثير ضخم فى عالم الصواريخ.
الغريب أن ترامب لم يكتفِ بتهديده للجزيرة التى يريد أن يستأثر بها من أوروبا، فقد هدد كذلك بنما، وقناتها الشهيرة بسيطرة الولايات المتحدة على هذا المرفأ، أو الممر العالمى، ولم تقف مفاجآت الرئيس الأمريكى عند هذا الحد، فقد امتدت لتشمل الكنديين الذين يريدهم أن يكونوا جزءا من الولايات المتحدة، واقترح عليهم أن يكون بلدهم الولاية رقم 51 لأمريكا.
لقد حاول ترامب، مع كبار الأمريكيين، فى الفترة الراهنة التخفيف من آثار هذه التصريحات (التهديدات)، لكنها مخاوف لابد منها، ويجب أن نلاحقها بكثير من الدقة، فهى تشير إلى معان، ومتغيرات فى الإستراتيجيات الأمريكية فى المستقبل، كما أنها إشارات بالغة، لأن الإدارة الأمريكية المرتقبة، أو القادمة، مازالت تتلقى دروسا متنوعة، آخرها الحريق الهائل فى حى الأغنياء بأغنى ولاية أمريكية (كاليفورنيا)، حيث الطبيعة هددت لوس أنجلوس، فخر المدن الأمريكية، ووصل التهديد إلى هوليوود.
اسامة سرايا – بوابة الأهرام
