شركات التأمين .. فونكس .. أبحث عن المستفيد ..
■ سألني أحد المتدربين في صالة تحرير صحيفة ألوان قبل سنوات عن مفهومي لمهنة الصحافة .. قلت له : أفهم الصحافة بأنها مهنة طرح الأسئلة !! .. ومهمة الصحفي الأساسية عندي وأداته الحاسمة هي قدرته علي طرح الأسئلة والبحث عن مداخل جديدة للحقيقة وإن كانت مرة !!
■ وقبل أيام كنت ضيفاً علي إدارة المستشفي التخصصي للشرطة ببورتسودان .. استوقفني حديث الفريق طبيب أميرة المدير العام للخدمات الطبية بالشرطة السودانية وهي من أبرز اختصاصي الطب الباطني ببلادنا .. قالت إن أهم مهارات الطبيب أن يعرف كيف يستمع بتركيز للمريض .. الاستماع الجيّد حجر الزاوية في تشخيص حالة المريض !!
■ ومهمة الصحفي هي البحث عن طرح الحلول الوسط لأي مشكلة .. فإذا جمعنا لمهارة طرح الأسئلة مهارة الاستماع سنجد أنفسنا أمام المدخل الصحيح لطرح الحلول الوسط !!
■ بالأمس نقل كاتب هذه السطور أسئلة الخلاف المهني بين شركات التأمين من جهة والجهاز القومي للرقابة علي التأمين من جهة أخري من حيز النقاش الداخلي إلي ( حوش الجرّايين) حيث تدور أسئلة تطرحها فئة الغلابة والمسحوقين الذين تقترب شركات التأمين ووكيلها الحصري فونكس من إحكام القبضة علي سوق التأمين وإبعاد آلاف مؤلفة من الجرّايين بمبررات لا تخلو من ( توحش ) القطاع الخاص وتغليبه مصلحة المجموعة علي مصالح الجمهور ومن كانوا حتي تاريخ 31ديسمبر2024 جزءاً من حسابات العمولات الظاهرة والباطنة !!
■ بهذا أرجو توضيح ما التبس علي إخوة أعزاء من مدراء شركات التأمين ورموزه .. ومن ذلك أنني طرحت أسئلة توضيحية وليست تجريمية لاتزال قائمة ومنها .. من يقف وراء شركة فونكس ؟! .. كيف تم تمكينها من حصرية تحصيل رسوم تأمين الطرف الثالث ؟ .. هل فونكس هذه تطبيق أم شركة ؟!! .. ماهي مصلحة شركات التأمين في حرصها الشديد علي التوأمة السيامية مع فونكس ؟ .. ماهو المدي المنظور لفونكس .. هل سيتم تعميم التجربة علي الشركات أم سيبقي تطبيق وسيستم هذه الشركة حصرياً عليها ؟
■ هل تمنح شرعية إتحاد شركات التأمين من عدمها للإتحاد الحق في الدفاع المستميت عن فونكس ؟ .. ماحقيقة الخلاف الحالي مع الجهاز القومي للرقابة علي التأمين ؟ .. هل يقتصر هذا الخلاف علي نقطة إضافة رسوم الإصدار أم تتقافز نقاط خلاف أخري تحتاج إلي مزيد من الحوار والنقاش داخل وخارج حوش شركات التأمين وقضاياه المهنية ؟!
■ القضية الإنسانية التي تسعي كثير من الجهات داخل قطاع التأمين إلي تجاهلها و القفز عليها والهروب إلي الأمام هي قضية وهموم الجرّايين الذين يتم التعامل مع الجانب السلبي فقط من تجربتهم .. إن ( أتمتت) أنظمة الشركات لتعظيم الربحية لايجب أن يكون مسوغاً لسحق الطبقات والمجموعات التي تعمل برزق اليوم باليوم وطردها بقسوة من ميدان التأمين .. أليس غريباً أن يقاتل أصحاب الياقات البيضاء والكرفتات الأنيقة من أجل الدفاع عن شركة أونظام أو تطبيق فونكس وفي ذات الوقت يتجاهلون تماماً مجرد الإشارة إلي محنة فئات أفنت زهرة الصبا في مضمار الجري والرحيح لتوفير رطل لبن أو جرعة دواء لصغارهم ومن يعولون ؟!
■ أليس غريباً أن تتنافس شركات التأمين في كيفية تطبيق فئات جديدة علي رسوم تأمين البضائع بينما تغلق بالضبة والمفتاح باب أي نقاش حول محنة الجالسين في ساحات وحيشان التأمين ؟!
■ هذه أسئلة ليست للتجريم .. هذه أسئلة لفتح أبواب ونوافذ الحوار حول قضية يتداخل فيها الإنساني بالاقتصادي والأمني والسياسي ..
■ وللحديث صلة ..
الكاتب/ عبدالماجد عبدالحميد