آراء

عودة عنان .. الشرطة في قفص الإتهام ..!

سبقت عودة الهارب العائد الفريق عنان إرهاصات بتعيينه وزيراً للداخلية وربما يفسر هذا سبب جلوسه متوسطاً مدير عام الشرطة السودانية ونائبه في طاولة العشاء التي سارت بصورتها الأسافير .. فالرجل ربما أراد استباق الشائعة بصورة .. ومما سبق عودة عنان أيضاً أن نفراً من معارفه الأباعد والأقارب توسطوا للفريق البرهان وقادة الأجهزة الأمنية والعسكرية للسماح لعنان بالعودة إلي أرض الوطن لأنه سئم البقاء في الغربة ولم يعد يحتمل العيش خارج تراب الوطن الأغبر !!
■ كل هذه المنقولات فرّختها العودة المستفزة لعنان .. وبهذه العودة المهينة للشعب السوداني ما الذي يمنع كل قادة الحرية والتغيير المتعاونين والمتماهين مع مليشيا التمرد من العودة إلي البلاد خاصة وأن تسريبات مؤكدة تنقل منذ أشهر رغبة عدد من قيادات المليشيا السياسية العودة إلي السودان لصعوبة تأقلمهم مع الظروف والضغوط الخارجية حيث يواجهون أزمات متلاحقة في مصاريف السكن والترحيل والإعاشة وتعليم الأبناء ..
■ مالذي يمنع عودة قيادات مليشيا التمرد إذ لايعدمون الوساطة مع وجود فرصة مماثلة بعد السماح بعودة عنان .. ومافيش حد أحسن من حد !!
■بعد شهر تقريباً من بداية الحرب تلقيت مكالمة هاتفية ودودة من أخ عزيز مقيم بالمدينة المنورة سألني إن كان ممكناً لي الاستماع إلي الفريق عنان المتواجد ساعتها بالقرب منه في شقته بالمدينة المنورة لأنه كما قال محدثي يريد ان يوضح لي بعض الحقائق حول أسباب مغادرته البلاد وبقائه خارج البلاد والدنيا حرب .. اعتذرت لأخي العزيز وقلت له إن كانت للفريق عنان إجابات للأسئلة الخطيرة التي تتعلق بفترة بقائه وهروبه من البلاد فعليه أن يوضحها للرأي العام وليس لصحفي في حديث هاتفي خاص ..
■ مما علمته أنّ الفريق عنان لديه مبرر لأسباب غيابه وعودته الآن .. الرجل يقول إنه لم يرجع إلي البلاد لأنه قد تمت إحالته من منصبه كوزيرٍ للداخلية ومدير عام للشرطة .. فلماذا يعود ؟! .. والسؤال الذي يقف شاخصاً أمام عنان .. لماذا لم يتحلي بالشجاعة وشرف الجندية ويعود إلي السودان ليقف مع الجيش والشرطة لمواجهة مليشيا التمرد .. ولماذا قرر العودة الآن بعد أن رتب أوضاعه بعد عشرين شهراً من الغياب الغامض عن المشهد العسكري والشرطي والأمني بالبلاد ؟!
■ من يقولون إن عنان من حقه أن يعود لأن الشرطة لم تقيد في مواجهته أي إجراء يمنعه من العودة إلي البلاد .. نقول لهم إن أقوي إجراء يتم تقييده الآن ضد عنان هو ما تسطره محكمة الرأي العام السوداني ضد عنان وملفاته التي لم تُفتح بعد ..
■قبل أن تتم المقابلة المرتقبة لعنان مع الفريق البرهان رئيس مجلس السيادة وفق ما ترتب له قيادة الشرطة الحالية .. قبل أن يتم هذا اللقاء مع قائد الجيش نأمل أن تختار قيادة الشرطة الموقرة خياراً من إثنين .. الأول أن تصدر بياناً للرأي العام السوداني توضح فيه ملابسات عودة الفريق عنان المتهم لدي محكمة الرأي العام داخل وخارج الشرطة السودانية بإرتكاب ( فظائع) إدارية ومالية وعسكرية شهودها ووقائعها حضور ..
■الخيار الثاني أن يتم تنظيم مؤتمر صحفي للفريق عنان ليواجه أسئلة الصحافة ..
■ هذا هو المتاح الآن أمام قيادة الشرطة السودانية التي تستعيد الآن عافيتها بعد التدمير الذي أحدثه الفريق عنان بتهور لم يسبق إليه أحدٌ من قادة الشرطة المتعاقبين ..
■ أما الخيار الآخر أن تبقي قيادة الشرطة نفسها داخل قفص إتهام الرأي العام السوداني الذي لم يسبق له تشييع أي ضابط عظيم بالشرطة باللعنات كما هو الحال حالياً مع الفريق عنان العائد بعد عشرين شهراً من الغربة الاختيارية ..
الكاتب/ عبدالماجد عبدالحميد

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



اسماء عثمان

محررة مسؤولة عن تغطية الأحداث الاجتماعية والثقافية، ، تغطي القضايا الاجتماعية والتعليمية مع اهتمام خاص بقضايا الأطفال والشباب.
زر الذهاب إلى الأعلى