احتراز وجوبى، كاتب هذه السطور أهلاوى قح، ولا تفسر الكلمات بغير معناها، ولا تظنون بنا الظنون، وتعاطفى مع موهبة بحجم «شيكابالا»، كرويًا وإنسانيًا، لا يغفر ما سبق من خطاياه فى حق جمهور الأهلى.
إهانة شيكا المفرطة بفجاجة وقسوة، على وسائل التواصل الاجتماعى، صدى لما حدث فى قمة مباراة (السوبر المصرى) بالإمارات جريمة أخلاقية، مستوجب الترفع عنها، والتجاوز عن الهنات والهفوات الكروية، ما هكذا تُشجع كرة القدم؟!.
صحيح تفلتات شيكا لا تسقط بالتقادم، وذاكرة الجماهير الحمراء صلبة لا تنسى ولا تتناسى الإساءات، ولكن مظاهرات الشتم الجماعى لشيكا فى الملاعب والفضاء الإلكترونى ظاهرة بشعة، تستوجب وقفة أخلاقية.
شيكا فى الأخير إنسان، وقدرته على الاحتمال لها حدود.. وللشاعر الكويتى «مبارك الحجيلان» قصيدة بعنوان «من يفقد أعصابه على ادناة ماجاه».. تلخص حالة كابتن الزمالك «محمود عبد الرازق»، الشهير بـ«شيكابالا».. يقول الحجيلان: «من يفقد أعصابه على أدناة ماجاه.. تأكد أن نفسه حزينة كتومة/ لا تسأل اللى منغبن عن نواياه.. قدّر ظروفه وإن زعل لا تلومه/ ولا تحرجه، ولا تحدّه على أقصاه.. ولا تجرحه، ولا تفرّح خصومه..».
صحيح شيكا يفقد أعصابه كثيرًا من فرط المظلومية، يقع فى المحظور دومًا، ما يكلفه كثيرًا من رصيده، معنويًا وماديًا، وأخيرًا إيقاف من قبل الاتحاد الإفريقى (ثلاث مباريات) لما بدر منه فى مباراة (السوبر الإفريقى) فى السعودية.
شيكا موهبة كروية متفجرة ترزح تحت ضغط مظلومية تاريخية ثقيلة، شيكا متألم ومخنوق، مزاج عصبى ضاغط يلون تصرفاته التى تأتى دومًا خارج السياق، لكنه طيب وكلمة حلوة ترضيه.
المظلومية التى يعيشها «شيكا» حالة قطاع من الجماهير البيضاء، إحساس دفين بالغبن المستدام الممنهج، ولولا هذا الذى يعتقدونه فى قرار أنفسهم، ووقر فى القلب، وعبر عنه لسان «شيكا» مرات، لكان الأمر مختلفًا، الكرة فوز وهزيمة، معلقة على هفوة دفاعية أو ضربة جزاء.
المظلومية التاريخية التى يكرّسها كباتن كبار فى القبيلة البيضاء مررت الحلوق، اجترار الآلام هكذا يورث الجماهير البيضاء كفرًا بالعدالة الكروية، ومدعاة للخروج عن النص الكروى، يخرجون مرارًا، ويعاقبون كثيرًا، وآخرها فى (السوبر المصرى) بالإمارات.
نفر من الجماهير الحمراء تتقصد شيكا كرمزية زملكاوية، وتحط عليه فى كل مباراة، وتناوله بأفظع الشتائم والسباب، ما يخلف ردودًا عصبية من قبل شيكا، ما يرسمه خارج عن النص، وتتوالى العقوبات تحرمنا من موهبته، وتحرمه من اللعب باستمتاع.
ما يعتور شيكا الإحساس البغيض بالمظلومية الذى يتم تصديره للجماهير البيضاء، والقول بأن الزمالك مظلوم، وإن الأهلى يسطو على بطولاته، والدولة تحتضن الأهلى، ونادى الدولة، واتحاد الكرة أهلاوى، والحكام أهلاوية، حتى الهواء الذى نتنفسه ملون باللون الأحمر، الأهلى يسد منافذ الهواء، يسمم الأجواء.. وهكذا دواليك.
ما نستنكفه دعوة بعض الكباتن المعتزلين فى الاستديوهات التحليلية شيكا للاعتزال، وشيكا أصغر من كثير، مثلًا أصغر من «عبد الله السعيد»، ولاتزال الأهداف الحلوة ممكنة، تحس أن هناك من يترصد شيكا، ويتربص، يتمنى اختفاء وجه شيكا الأسمر من الملاعب، ولكن شيكا لايزال قادرًا على الركض بالكرة.
حمدي رزق – المصري اليوم