الموسيقى لغة إنسانية.. لا تحتاج إلى ترجمة أو تفسير

انطلقت يوم الجمعة الماضى فعاليات الدورة الـ ٣٢ من مهرجان الموسيقى العربية، والذى يعد من أهم المهرجانات الفنية والثقافية فى المنطقة على الإطلاق، ويضم محتوى من الأبحاث العلمية المرتبة والندوات والحوارات المتعلقة بالموسيقى، بالإضافة إلى ١٤ ليلة حفلات فنية لأبرز نجوم الفنانين والموسيقيين من مصر والدول العربية. ليالى يغنى فيها: هانى شاكر ومدحت صالح وعلى الحجار ومروة ناجى وتامر عاشور وريهام عبدالحكيم. وبمشاركة الموسيقار عمر خيرت وعمرو سليم، وعماد عاشور (تشيللو) ومحمود سرور (كمان) وإسلام القصبجى (عود)، والمايسترو ناير ناجى وأحمد عامر ومحمد الموجى وسعيد كمال ومصطفى حلمى وأحمد فرج.

من أهم ما يميز مهرجان الموسيقى العربية مشاركة بعض الوجوه الجديدة التى تسعى لإبراز موهبتها جنبا إلى جنب مع كبار الفنانين والعديد من الفرق المتنوعة للموسيقى العربية. وهو ما يجعله يقدم رسالة ثقافية بالدرجة الأولى.. تهدف إلى تعزيز الفنون والثقافة باعتباره منصة للتواصل بين الفنانين والجمهور.. يسلط الضوء على التراث الموسيقى، ويشجع على الابتكار والإبداع فى الغناء والموسيقى.

أسعدنى تكريم مهرجان الموسيقى العربية للعديد من الأسماء التى أسهمت فى إثراء الفن والإبداع.. تقديرا لمسيرتهم الفنية الحافلة وإنجازاتهم التى تركت بصمة واضحة فى ذاكرة الجمهور، على سبيل المثال لا الحصر: النجم محمد منير، ود. إيناس عبدالدايم (وزير الثقافة الأسبق)، والمطرب التونسى الكبير لطفى بوشناق، والمطرب والملحن أحمد الحجار، والموسيقار صلاح الشرنوبى، والموسيقار اللبنانى زياد الرحبانى، والموسيقار السعودى ممدوح سيف، والموسيقار العمانى خالد بن حمد البوسعيدى، والمطرب المغربى فؤاد زبادى، والشعراء حسين السيد ومأمون الشناوى وإبراهيم عبدالفتاح، وحازم شاهين (عازف العود)، وعبدالله حلمى (عازف الكولة).

يذكر بعض المؤرخين أن أقدم مهرجان للموسيقى العربية.. عقد فى ٢٨ مارس ١٩٣٢ بالقاهرة، واستمر وقتها لمدة أسبوع كامل. وهو ما يعنى أنه جاوز الـ ٣٢ سنة الرسمية والدورية.. ليمثل تراكما ثقافيا وزخما موسيقيا حضاريا وإنسانيا يمثل جزءا من تاريخنا.. الذى يحمل الكثير من الأشكال والقوالب والمقامات الموسيقية بأنماطها الغنائية المتنوعة.

من الآخر..

مهرجان الموسيقى العربية هو حدث ثقافى وفنى مهم، يجمع بين الماضى (الأصالة) والحاضر (المعاصرة)، ويعمل على تعزيز الهوية الثقافية. وهو تجربة فنية إبداعية.. تعكس اهتمام متذوقى الموسيقى وعشاقها.. باعتبارها أهم وسيلة للتعبير عن الهوية والانتماء.

مهرجان الموسيقى العربية يؤكد ريادة الموسيقى المصرية، ويؤكد أن فنانينا هم سفراؤنا المبدعون.. الذين يحملون الانتماء المصرى أولا وأخيرا. وهو ما جعلهم ضمن المكرمين عربيا ودوليا.

هند جاد – المصري اليوم

Exit mobile version