الصحة

الحياة الصحية.. حماية للقلب والشرايين

تسببت أمراض القلب والأوعية الدموية في وفاة 32% من مجموع وفيات العالم، أي نحو 17,9 مليون شخص في عام 2019، وعلى الرغم من عدم إمكانية تغيير بعض عوامل الخطورة، مثل: العوامل الوراثية، أو المشكلات المرضية التي تحدث من الولادة أو مع تقدم العمر، وفي هذه السطور يتحدث الخبراء والاختصاصيون، عن نمط الحياة الصحي الذي يضبط حماية القلب والشرايين.

يقول د. أحمد عساف، اختصاصي أمراض القلب: إن ممارسة الرياضة تلعب دوراً مهماً في تعزيز الصحة، وتعمل على تقوية عضلة القلب وتحسين كفاءة الدورة الدموية، ويساعد النشاط البدني المنتظم على خفض ضغط الدم وإدارة مستويات السكر في الدم، وتقليل الكوليسترول الضار، وخفض خطر تراكم الترسبات والإصابة بتصلب الشرايين، الذي يُعد سبباً رئيساً للنوبات القلبية والسكتات الدماغية.ويتابع: تسهم ممارسة ما لا يقل عن 150 دقيقة من التمارين الرياضية متوسطة الشدة أسبوعياً، على النحو الموصي به من قبل المنظمة الصحة العالمية، في بناء كتلة العضلات وتحسين عملية التمثيل الغذائي، وتدعم صحة القلب بشكل غير مباشر من خلال المساعدة على الحفاظ على وزن صحي.ويشير د. عساف إلى أن أفضل وقت للممارسة يكون في الصباح وفقاً للدراسات، حيث تساعد على الحفاظ على روتين منتظم وتحقيق تحكم أفضل في ضغط الدم، كما تعمل على تحسين نشاط التمثيل الغذائي في وقت مبكر من اليوم، ما يفيد صحة القلب، أما الذين يفضلون تمارين المساء، بسبب ذروة الطاقة وقلة الوقت فهي مناسبة أيضاً، والأهم هو التزام نشاط بدني منتظم ومستمر.
ويوضح د. عساف أن التمارين الهوائية فعالة في تعزيز صحة القلب وإدارة الوزن، وتساعد الأنشطة، مثل المشي السريع وركوب الدراجات والسباحة والركض على زيادة معدل ضربات القلب وتحسين الأوعية الدموية، ويمكن تعديلها بسهولة لتتناسب مع مستويات اللياقة البدنية.ويضيف: يمكن للتمارين ذات التأثير المنخفض، مثل اليوغا والبيلاتس أن تحسن الدورة الدموية والمرونة وإدارة التوتر، ومهمة لصحة القلب، وتعد الرياضية المائية خياراً ممتازاً، لأولئك الذين يعانون مشاكل في المفاصل أو الحركة، لأنها تقلل من الضغط على المفاصل مع توفير فوائد للقلب والأوعية الدموية.
تأثير الإجهاد
توضح د. يوجيسواري فيلور، اختصاصية أمراض القلب، أن الإجهاد الجسدي أو النفسي يؤثر سلباً وبشكل كبير في صحة القلب، كونه يحفز الإجهاد النفسي وإفراز هرمونات مثل: الكورتيزول والأدرينالين، ما يزيد من معدل ضربات القلب وضغط الدم، وبالتالي إجهاد الجهاز القلبي والوعائي، ويؤدي لدى بعض الأشخاص إلى ارتفاع ضغط الدم ونوبات قلبية حادة وعدم انتظام إيقاع ضربات القلب.

وتضيف: يحفز الإجهاد العاطفي الحاد هرمونات التوتر، في حالة تشبه النوبة القلبية التي يحدث فيها انخفاض عابر في وظيفة ضخ القلب، والمعروفة باسم «متلازمة القلب المنكسر»، وتعد النساء أكثر عرضة من الرجال للإصابة بحالات قلبية ناجمة عن الإجهاد النفسي.
تلفت د. يوجيسواري فيلور إلى أن الإجهاد المزمن والاكتئاب، يمكن أن يتسبب في التهاب وتلف جدران الشرايين، ما يسهم في تراكم الرواسب الدهنية «اللويحات»، كما يؤدي التفكير المفرط في رفع ضغط الدم وزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب.
وتتابع: إن الإجهاد المزمن يمكن أن يؤثر في ضبط النفس وصنع القرارات، وبالتالي ممارسات نمط حياة رديء وغير صحي، مثل الإفراط في تناول الطعام الضار واللحوم المصنعة والسكريات والدهون غير الصحية، ما يسهم في زيادة فرصة الإصابة بالسمنة وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب، وقلة الحركة والخمول البدني الذي تُخفض معدل لياقة القلب والأوعية الدموية، وأيضاً التدخين واستهلاك الكحول الذي يسهم في إلحاق الضرر بالشرايين، فضلاً عن السلوكيات البدنية التي تسبب الإجهاد، مثل قلة النوم وعدم ممارسة الرياضة وعادات الأكل غير الصحية تؤدي إلى تفاقم المشكلات القلبية، وارتفاعات مؤقتة في ضغط الدم ومعدل ضربات القلب، ويزيد من خطر الإصابة بالنوبات القلبية مع مرور الوقت.

تنصح د. يوجيسواري فيلور بالانخراط في النشاط البدني وممارسة الرياضة المعتدلة لمدة 30 دقيقة على الأقل معظم أيام الأسبوع، لتقليل هرمونات التوتر وأمراض القلب، والتركيز على نظام غذائي متوازن غني بالفواكه والخضراوات والحبوب الكاملة والبروتينات الخالية من الدهون، والحصول على النوم الكافي لمدة 6 – 8 ساعات ليلاً للمساعدة على تنظيم مستويات التوتر ودعم صحة القلب بشكل عام، كما تفيد تمارين التأمل والتنفس العميق واليوجا، وبناء روابط اجتماعية قوية وطلب الدعم من الأصدقاء أو العائلة أو اختصاصي الصحة النفسية في إدارة التوتر بشكل أكثر فعالية.
تغذية صحية
تذكر سارة الكثيري، اختصاصية التغذية السريرية، أن هناك العديد من العادات الغذائية السيئة التي تُعد من أهم المسببات لأمراض القلب والشرايين، ومن أبرزها، تناول الأطعمة الغنية بالدهون المشبعة والمتحولة الموجودة في المقالي والوجبات السريعة، وتؤدي إلى تراكم الشحوم على الجدران، ما يزيد من خطر تصلب الشرايين، كما ينجم عن الإفراط في المأكولات المالحة ارتفاع ضغط الدم، وتتسبب زيادة استهلاك السكريات المضافة في زيادة الوزن وارتفاع معدل الإصابة بأمراض القلب، ويؤدي نقص شرب الماء وعدم تناول الكمية الكافية من الفواكه والخضراوات واتباع نظام غذائي صحي إلى الجفاف، ويؤثر سلباً في كفاءة الدورة الدموية ويزيد من العبء على القلب.
وتضيف: أن بعض الأطعمة يمكن أن تشكل خطراً على صحة القلب والشرايين عند تناولها بانتظام أو بكمية كبيرة، ومنها الأطعمة الغنية بالدهون المشبعة، مثل اللحوم الحمراء واللحوم المصنعة والزبدة، كونها تزيد من مستويات الكوليسترول الضار في الدم، وتتسبب المأكولات التي تحتوي على الدهون المتحولة مثل: السمن النباتي والمنتجات المخبوزة يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب، وتتسبب المشروبات السكرية، مثل العصائر المحلاة والمشروبات الغازية في زيادة مقاومة الأنسولين، ورفع خطر الإصابة بداء السكري من النوع الثاني العامل الرئيسي في أمراض القلب.
تلفت سارة الكثيري، إلى أن اتباع النمط الغذائي الصحي المتوازن يلعب دوراً مهماً في الحفاظ على صحة القلب والشرايين، وينصح بتناول الدهون الصحية الموجودة في الأسماك الدهنية كالسلمون والتونة التي تحتوي على أحماض أوميجا 3، وزيت الزيتون بدلاً من الدهون المشبعة، والحرص على إضافة الفواكه، مثل التوت، التفاح، الموز، البرتقال، العنب والخضراوات، كالسبانخ، والبروكلي، الجزر التي تحتوي على مضادات الأكسدة والألياف إلى الوجبات اليومية، كونها تقلل من الالتهابات، وتحمي من تلف الخلايا تحسين مرونة الشرايين.
وتتابع: يجب الحد من تناول الملح والسكر المضافين، لتجنب ارتفاع ضغط الدم والمشاكل الصحية الأخرى، والحرص على شرب كميات كافية من الماء وممارسة الرياضة بانتظام لتعزيز صحة القلب كما تساعد على خفض مستويات الكوليسترول الضار.
الإقلاع عن التدخين علاج لتأثيراته

تشير الدراسات السريرية إلى أن التدخين يؤثر سلباً في مُختلف أعضاء الجسم كالجلد والأسنان والرئتين والقلب ويُضعف أداء وظائف الأجهزة الحيوية، ويعد من الأسباب الرئيسية للوفيات على مستوى العالم. ويتسبب التدخين في حدوث تغييرات في البنية القلبية وقدرة ضخ الدم للجسم، ويمكن أن تلحق المواد الكيميائية الموجودة في التبغ الضرر بالقلب والأوعية الدموية، ويسبب ارتفاع خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، والجلطات والسكتة الدماغية.
يؤدي التدخين إلى الإضرار بجدران الشرايين ويُسهّل تراكم اللُويحات حدوث تصلّب أو سماكة في الأوعية الدموية وضعف في قدرتها على الانقباض والانبساط، ويخفض مستويات الأوكسجين في الدم ما يزيد الضغط على العضلة القلبية، ويرفع احتمال تشكل الجلطات والسكتات أو النوبات القلبية.
يوضح الخبراء أن إصلاح التأثيرات السلبية للتدخين، يعتمد على الإقلاع التام عنه بأنواعه، سواء السجائر أو الشيشة، حيث إن اضطرابات معدل نبض القلب ومعدل ضغط الدم المرتفعة في الجسم، يمكن أن تتوقف بعد 20 دقيقة فقط من التوقف عن هذه العادة السيئة، وبعد مرور اليوم الأول تنخفض مستويات النيكوتين وأول أكسيد الكربون ويعود الأوكسجين لمستوياته الطبيعية، وتتمثل الفوائد بعيدة المدى تقليل معدل خطر الإصابة بالسكتة الدماغية بمعدل النصف مقارنة بالشخص المُدخّن، وفي حال التوقف عن التدخين لمدة 15 سنة متتالية، فينتقص احتمالية الإصابة بالنوبة القلبية بشكل كبير.

رندا جرجس – صحيفة الخليج

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى