آراء

يولد الإبداع من رحم المعاناة

بعض الضغوطات تحفزك للعمل والإنجاز، هناك من الأشخاص من يميلون إلى تأجيل إنجاز الأعمال والمشاريع حتى الموعد النهائي تقريبا، أو قبله بقليل ويشعرون أنهم مضغوطون، إن هذا التوتر الإضافي هو ما يحفزهم ويجعلهم أكثر فعالية من حيث الأداء، ولكن السؤال هنا ما مدى صحة هذا الكلام على أرض الواقع.

فمن منطلق أن الحاجة هي أم الاختراع حيث تخلق لديك شعوراً بالضغط وبالتالي سوف تقدم جهدا أكبر في سبيل انتهاء هذا الضغط أو هذه المعاناة مثل الطالب الذي يدرس قبل الامتحان بأيام قليلة فهناك من يحقق نتائج ويحصل على درجات عالية، وهنالك العكس من يشعر بالإحباط ويضيق عليه الوقت ولربما يرسب في امتحاناته.

وهنا يبين عامل البرمجة المعتادة وهي إعطاء الوقت الكافي والالتزام بالهدوء لتحقيق الأهداف بكل سلاسة، والانتهاء من مشروع معين أو عمل معين، دون الدخول في دوامة الضغط وقلة الوقت، وبالتالي فإنه لربما يفقد عنصر التحفيز.

فالضغوطات تولد الإبداع حيث إنه الابداع يخرج من رحم المعاناة، فعنصر الضغط هنا يوفر الحافز ويسمح بالتركيز على المشروع أو العمل القائم، وأيضا من مساوئ الضغوطات أنها تجعلك تفتر للدقة وخصوصاً لو كان شديداً فقد يؤدي إلى الإرهاق وربما انهيار البعض، فبحسب الشخصية التي تتعامل وتدير هذه الضغوطات حيث البعض يعتبره بمثابة منبه وخصوصا مع الشخصيات التي تمتلك مهارات عالية في الإدارة والتخطيط الجيد في التعامل مع الضغوط وإدارة الأزمات حيث إن البعض ممكن يفشل مع القلق والتوتر الشديد فالضغوط هنا تكون سلاحا ذا حدين.

وهنا تكمن إيجابية الضغوط في أنها تساعد على تنظيم الوقت وترتيب الأولويات، وتحديد المهام بشكل أدق، والبحث عن فريق عمل وإيجاد بيئة عمل صحية وفريق عمل متعاون، وأيضا تساعد في اكتشاف مهارات جديدة من خلال تبادل الخبرات والمعلومات وبالتالي ابتكار حلول جديدة فعالة ومثمرة.

خاطرة،،،

هناك مقولة لابن خلدون تقول «الأوقات الصعبة تصنع رجالا أقوياء، الرجال الأقوياء يصنعون أوقات الرخاء لكن أوقات الرخاء تصنع رجالاً ضعفاء !!، والرجال الضعفاء يصنعون أوقاتا صعبة !! «، فنحن بحاجة للأوقات الصعبة (الضغوطات) لتدور الدائرة مرة أخرى، ونخرج بأشخاص وأفكار مبدعة من أجل خدمة المجتمعات.

هنادي وليد الجاسم – الشرق القطرية

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى