Site icon كوش نيوز

تحويل أدوات الاتصال إلى تفجيرات.. عمل غير إنساني

لن تهدأ إسرائيل، ولن يرتاح بالها إلا بعد أن تحول المنطقة إلى قطعة من الجحيم، وتحيل حياة الأشقاء في فلسطين ولبنان إلى قلق مستمر، وتجعلهم في انتظار دائم إلى ما ستتفتق عنه العقلية الصهيونية المدمرة، التي تبحث دائما في الانتقام من هؤلاء الذين يريدون أن تكون حياتهم هادئة، لا ينغصها كيان التأم وجوده من شتات الأرض، وجاء مقتنعا بأساطيره وأوهامه التي يريد أن يفرضها على العالم.

إن الأفكار التي يرتبها الكيان الصهيوني، في حقيقتها مبتكرة، ولا يمكن لعقل إنسان سوي أن يفكر فيها، لأنه لا ينتمي إلى البشرية في شيء، ولا يفكر إلا في نفسه ووجوده، الذي نعتبره نحن العرب والمسلمين طارئا وغير مرغوب فيه.

وآخر ما توصلت إليه العقلية الصهيونية المدمرة، في ابتكاراتها الهمجية، تفجيرات «البيجر»، التي ابتلت بها بعض أهالي جنوب لبنان، وأصابت من أصابت وقتلت من قتلت، بينما العالم الغربي والأميركي ينظر بأعين شاخصة، وغير مبالية بهذه النزعة العدوانية أو فلنقل بهوس القتل الذي يمارسوه الصهاينة بكل جرأة.إن الجيش الإسرائيلي منذ أشهر طويلة وهو ينكل ويقتل ويشرد أهل غزة، ولا يرحم صغيرا ولا ضعيفا ولا مريضا في هذه الحرب العبثية، التي تؤكد أن الصهاينة قد فقدوا عقولهم، ولا قدرة لهم في التفكير في حل سلمي يضمن حقن الدماء، إلا بالقتل الذي يفهمونه جيدا.

إنه العناد، والحقد، الكره، الذي تطبع به الكيان الصهيوني، ما جعله فاقد المقدرة على التعايش مع المحيطين، ومن ثم فإن رغبته شديدة في إبادتهم، كي يعيش متفردا لا تنغصه مطالب أصحاب الحق، ورفضهم لهمجيته، وغطرسته، إنه لا يريد لأحد أن يشاركه أراض اغتصبها، في ظروف تاريخية طارئة، حيث كان الظلم سائدا والاحتلال مسيطرا على مختلف الدول العربية، فجاءت الوعود للكيان الصهيوني باحتلال فلسطين وجعلها سكنا له، ومن هنا بدأت المأساة التي لا نزال نعيشها، وأعتقد أننا سنعيشها إلى أن يشاء الله، ونتمكن من دحر هذه البقعة المظلمة.

إن التفكير بالعبث في تقنيات حديثة موجودة في أيدي وجيوب الناس، وجعلها أداة تفجير بدلا من أن تكون أداة اتصال، هو تفكير غير إنساني، وللأسف هذا الحقد جعل الناس ليس في لبنان فقط، بل في كل دول العالم يخافون من أجهزتهم، لأن تفجيرها وارد، ومن الممكن أن تصمم هذه الأداة المدمرة من المنشأ على هذا الأساس، وهذا الأمر لم يفكر فيه إلا العقل الصهيوني الذي لا يريد للعالم أي خير.

د. محمد خالد الحجيفة – الأنباء الكويتية

Exit mobile version