للذكاء الاصطناعي فوائد أيضًا.. الأمل القادم لمرضى السرطان!
الهم أساس قهر النفس، وتدمير جوهر طاقتها، وأحد أسبابه الخوف من المرض، وأسوأهم رهاب السرطان وهُوَ الخوف الشّديد، والمَرَضيّ من الإصابة بالمرض، وعادةً ما يُصيبُ الأشخاص الذين أُصيبوا به سابقاً، أو يَعرفُونَ أشخاصاً مُصابين به.
تشير التقديرات إلى أن عام 2022 شهد وقوع نحو 20 مليون حالة سرطان جديدة و9,7 مليون وفاة. كما بلغ العدد التقديري للأشخاص الباقين على قيد الحياة في غضون 5 سنوات تلت تشخيص إصابتهم بالسرطان 53,5 مليون شخص. ويصاب شخص واحد تقريباً من كل 5 أشخاص بالسرطان خلال حياته، ويودي المرض بحياة رجل واحد تقريباً من كل 9 رجال وامرأة واحدة من كل 12 امرأة.
الإحصائيات الأمريكية تؤكد وجود طفل مريض بالسرطان بين كل 330 طفل تحت 18 سنة.. وفي مصر لا توجد إحصائيات دقيقة عن حجم انتشار المرض.. ولكن الخريطة العمرية للمصريين تؤكد أن 42% من تعداد السكان أطفال تحت سن 18 سنة.. أي أن نسبة الأطفال فى مصر أعلى.. وبالتالى تزداد معها أعداد الأطفال مرضى السرطان، يتم توزيعهم على جميع المستشفيات التي تعالج سرطان الأطفال فى مصر.. وهي أكثر من 17 مستشفى.
ووفق المعلومات، فإن مصر يتم تشخيص قرابة 170 ألف مصاب بالسرطان فيها سنويا. ولقد تم مؤخرا فحص أكثر من 33 مليون سيدة، وأسفر ذلك عن تشخيص 17 ألف حالة مصابة بسرطان الثدي أن أشهر أنواع السرطان في مصر هو سرطان الكبد، وذلك لأن البلاد كان بها أعلى نسبة إصابة بفيروس الكبد الوبائي سي المسبب الرئيس لسرطان الكبد.
ومن المتوقع وقوع أكثر من 35 مليون حالة سرطان جديدة في عام 2050، أي بزيادة قدرها 77٪ عن الزيادة المقدرة في حالاته بمقدار 20 مليون حالة في عام 2022. ويعكس العبء العالمي للسرطان الآخذ في التزايد بسرعة معدلات شيخوخة السكان وزيادتهم على حد سواء، وكذلك التغيرات الطارئة على معدل تعرض الناس لعوامل خطر يرتبط العديد منها بالتنمية الاجتماعية والاقتصادية. والتبغ والكحول والسمنة من العوامل الرئيسية التي تقف وراء زيادة معدلات الإصابة بالسرطان، ولا يزال تلوث الهواء يمثل عاملاً رئيسياً مؤثراً من عوامل الخطر البيئية.
إذا كنت أنت أو أحد أحبائك “لا سمح الله” قد خضعت من قبل لإزالة ورم كجزء من علاج السرطان، فمن المحتمل أنك على دراية بفترة عدم اليقين والخوف التي تليها. هل يعود السرطان، وإذا كان الأمر كذلك، فهل يكتشفه الأطباء في مرحلة مبكرة بما فيه الكفاية؟ الأمل في الذكاء الاصطناعي الذي أبهر العالم فأثار حماسته وأطلق صافرة إنذار في آن معا، أهابه الكثيرون، وزاد لغط البعض حول أضراره وفوائده، لكن دعونا نتأكد من منافعه للإنسانية. عند دمج الذكاء الاصطناعي في وظائف مختلفة ضمن مجال الرعاية الطبية، ونظراً للنقص الواسع في أعداد الأطباء عالمياً، أسهم الذكاء الاصطناعي في تسريع العمليات، وتفويض المهام إلي الأدوات والمنصات التي وفرها، والتي لا تقتصر على إيجاد أدوات مستقلة تحل محل الأطباء الأطباء الممارسين فحسب، بل لتساعدهم في تسريع وتحسين عملياتهم، لضمان أقصى مستويات الكفاءة، فتستخدم أنظمة الذكاء الاصطناعي في تحليل الصور الطبية، وتشخيص حالات طبية مختلفة مثل الأورام السرطانية وأمراض الشبكية والالتهاب الرئوي، وتشخيص أمراض القلب، وغيرها. وقد أثبتت الدراسات قدرته في تقديم أداء يفوق أداء الخبراء البشريين، وقدرته في دعم اتخاذ القرار الجراحي المناسب قبل العمليات الجراحية، وتساعد الجراحين الروبوتات الجراحية في إجراء العمليات بدقة أكبر.
لقد أحدَثَ استخدام الذكاء الاصطناعي في علوم الطب، ثورة في علم الجينوم “علم جمع بيانات الخلايا التي يحتاج لها الكائن الحي لينمو ويؤدي وظيفته” بتعزيز إمكانات تحليل البيانات البيولوجية وتفسيرها وتطبيقها.
وتحديد الأنماط والطفرات والاختلافات في تسلسل الحمض النووي، الذي يساعد الأطباء في فهم الأمراض والصفات الوراثية، ويمكن لخوارزميات التعلم الآلي التنبؤ بمخاطر الإصابة بالأمراض بناء على التركيب الجيني للفرد، مع التنبؤ أيضا بكيفية استجابة الشخص لأدوية أو علاجات معينة. وتعد القدرة على تصميم خطط علاجية بناء على الاستعداد الوراثي للمريض بمثابة تحول ثوري في مجال علم الجينوم”.
ومن الأمثلة الواقعية قيام شركة C2i Genomics باستخدام الذكاء الاصطناعي في تشغيل المسارات الجينومية والفحوصات السريرية، والأداء السريريّ من خلال حلوله الحسابية، بالإضافة لتطوير C2i Genomics برنامجًا أكثر حساسية بمقدار 100 مرة من النظام الحالي في اكتشاف المرض المتبقي بالجسم، بعد أعلنت C2i عن المرحلة الثانية B لأبحاثها بتكلفة 100 مليون دولار استغلها المستثمرون وروج لبيع أسهمها شركة Casdin Capital.
قال كبير الباحثين أساف زفيران، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي للشركة في مقابلة: “السؤال الأكبر في علاج السرطان هو، هل يعمل؟ يحصل بعض المرضى على علاج لا يستفيدون منه ويعانون من الآثار الجانبية، بينما لا يحصل مرضى آخرون على العلاج الذي يحتاجون إليه”. تاريخيًا، كان النهج الرئيسي لاكتشاف السرطان بعد الجراحة من خلال استخدام التصوير بالرنين المغناطيسي أو الأشعة السينية، لكن أياً من هاتين الطريقتين لا يصبح دقيقًا للغاية حتى يتقدم السرطان إلى نقطة معينة. نتيجة لذلك، قد يعود سرطان المريض، ولكن قد يستغرق الأمر بعض الوقت قبل أن يتمكن الأطباء من اكتشافه.
باستخدام تقنية C2i، يمكن للأطباء أخذ عينة سائلة “سحب دم” يبحث عن الحمض النووي. ومن هناك، يمكنهم تسلسل الجينوم بالكامل وتحميله إلى منصة C2i. ثم ينظر البرنامج في التسلسل ويحدد الأنماط الخافتة التي تشير إلى وجود السرطان، ويمكنه إخبارنا ما إذا كان ينمو أو يتقلص.
وتوفر C2i في الأساس البرنامج الذي يسمح باكتشاف السرطان ومراقبته على نطاق عالمي. يمكن لكل مختبر مزود بجهاز تسلسل معالجة العينات وتحميلها إلى منصة C2i وتوفير الكشف والمراقبة للمريض بتحليل شامل للبيانات الجينومية.
نعم الأمل قائم وقريب، وسَيَنْجلي ظلام الخوف من المرض، وينكسر معه قيد الخوف والحزن وآلام المرض.
مودي حكيم – روز اليوسف