مهاراتك.. طريقك للعمل
تُعدُّ المهاراتُ واكتسابُ المعرفةِ مِن أهمِّ العناصرِ التِي تساهمُ فِي دخولِ الأفرادِ إلَى سوقِ العملِ بنجاحٍ، وفِي ظلِّ التحوُّلاتِ السَّريعةِ التِي يشهدهَا العالمُ، وخاصَّةً معَ التقدُّمِ التكنولوجيِّ المُتسارعِ، أصبحَ مِن الضروريِّ للأفرادِ تطويرُ مهاراتِهِم باستمرارٍ؛ لضمانِ جاهزيتِهِم للتَّعاملِ معَ متطلَّباتِ السوقِ المتغيِّرةِ.أوَّلًا، تُعتبرُ المهاراتُ التقنيةُ والتخصصيَّةُ حجرَ الزَّاويةِ فِي كثيرٍ مِن الوظائفِ الحديثةِ، وَعلَى سبيلِ المثالِ، إتقانُ البرمجةِ، التحليلُ البيانيُّ، أو التَّعاملُ معَ الأدواتِ الرقميَّةِ، أصبحَ شرطًا أساسًا فِي العديدِ مِن القطاعاتِ، مثل التكنولوجيَا والماليَّةِ، هذهِ المهاراتُ لَا تقتصرُ علَى التخصصاتِ العلميَّةِ فحسبْ، بلْ تشملُ أيضًا المهاراتِ الإداريَّةَ والتنظيميَّةَ التِي تسهمُ فِي تعزيزِ الكفاءةِ والإنتاجيَّةِ.
ثانيًا، إِلَى جانبِ المهاراتِ التقنيةِ، تلعبُ المهاراتُ الشخصيَّةُ، أو «الناعمةُ» دورًا محوريًّا فِي النَّجاحِ المهنيِّ. فالقدرةُ علَى التَّواصلِ الفعَّالِ، والعملُ الجماعيُّ، وحلُّ المشكلاتِ، وإدارةُ الوقتِ، هِي مهاراتٌ لَا تقلُّ أهميَّةً عَن المهاراتِ التخصصيَّةِ. وأصحابُ العملِ يبحثُونَ عَن موظَّفِينَ قادرِينَ علَى التأقلمِ والتفاعلِ بإيجابيَّةٍ معَ بيئةِ العملِ المتغيِّرةِ والمتنوِّعةِ.
من جهةٍ أُخْرَى، يُعدُّ اكتسابُ المعرفةِ المستمرُّ أحدَ العواملِ الرئيسةِ فِي تعزيزِ فرصِ الفردِ فِي سوقِ العملِ، فلمْ يَعُدْ الحصولُ علَى شهادةٍ جامعيَّةٍ كافيًا، بلْ يتطلَّبُ السوقُ اليومَ مِن الأفرادِ مواكبةَ التطوُّراتِ عبرَ التعلُّمِ المستمرِِّ واكتسابِ مؤهلاتٍ جديدةٍ (الدَّورات التدريبيَّة، والشِّهادات المهنيَّة، وورش العملِ)، والتِي تعتبرُ وسائلَ فعَّالةٍ لتطويرِ المهاراتِ وتوسيعِ المعرفةِ.
باختصارٍ، النَّجاحُ فِي سوقِ العملِ يتطلَّبُ مزيجًا مِن المهاراتِ التخصصيَّةِ والشخصيَّةِ إلى جانبِ الرَّغبةِ في التعلُّمِ المستمرِّ؛ فالأفرادُ الذِينَ يسعُونَ لاكتسابِ المعرفةِ وتطويرِ مهاراتِهِم، يكونُونَ أكثرَ قدرةٍ علَى التكيُّفِ معَ التغيُّراتِ، وضمانِ مكانةٍ مرموقةٍ فِي سوقِ العملِ المتنامِي والمتغيِّرِ.
أحمد الظفيري – جريدة المدينة