المتهمان بقتل ابن سفير سابق يعترفان بجريمتهما أمام النيابة
بدأت نيابة الشيخ زايد، برئاسة المستشار إيهاب العوضى، أمس، التحقيق مع طالبين بتهمة قتل عمرو على، ابن سفير مصر سابقًا باحدى الدول، داخل مسكنه فى كمباوند شهير، بدافع سرقة هاتفه المحمول وأمواله وسيارته الفارهة من أمام محل سكنه، كما باشرت التحقيق مع شخص اشترى منهما تليفون المجنى عليه، وفى الوقت ذاته تسلم أهل المجنى عليه جثمانه للدفن.
وواجهت النيابة، بإشراف المستشار عمرو شورب، المحامى العام الأول، المتهمين بقتل ابن السفير السابق عمدًا مقترنًا بالسرقة بالإكراه، بالأدلة الفنية وتحركاتهما بسيارة المجنى عليه عقب استيلائهما عليها، كما أمرت بمقارنة بصماتهما بالتى رُفعت آثارها بمسرح الجريمة على مقابض الأبواب وزجاجتى «بيرة» وعلى جثمان الضحية وبيان مطابقتها من عدمه، فضلًا عن الجلد البشرى الذى عُثر عليه فى أظافر المجنى عليه أثناء مقاومته لهما، قبل أن يطعناه بسكين، وخنجر، تبين أنه مِلْك الضحية، وأنه كان داخل الشقة.
وناظرت النيابة جثمانى المتهمين، قبل بدء التحقيق، وتبين أن كليهما كان يرتدى بنطال «تريننج» وتى شيرت أسود اللون، وأحدهما طويل البنية، ولديه ذقن، والآخر كان حليق الذقن والرأس، وأن مسقط رأسيهما محافظة البحيرة، ولم يُعثر على إصابات أو جروح بجسديهما، بخلاف خدوش بسيطة فى رقبة واحد منهما.
وشهدت اعترافاتهما الأولية بأنهما خططا للجريمة لعلمهما أن المجنى عليه حضر إلى القاهرة قادمًا من السعودية، حيث يعمل بإحدى الشركات، ويعيش وحيدًا بالشقة محل الجريمة، ويمتلك مزرعة، فطمعا فى أمواله وسيارته، قفزا على سور مسكنه، وصعقاه بصاعق كهربائى ليشلا مقاومته، لكنه قاومهما حتى سددا له طعنات عدة بسكين كان بحوزتهما، و«خنجر» خاصته.
وتوصلت تحقيقات النيابة إلى أن والد المجنى عليه حاول الاتصال عليه منذ يوم الأربعاء الماضى، دون جدوى، وانتابه قلق لما وجد تليفون الابن مغلقًا، فحضر إلى مسكنه الجمعة الماضى، واستعان بـ«نجار»، وكسر باب شقة الابن، ليعثر على جثمانه ملفوفًا فى سجادة، وتحيط به الدماء، وعلى الفور أبلغ الشرطة التى حضرت لتكثف تحرياتها حول الواقعة وظروفها وملابساتها. وكشفت معاينة النيابة عن عدم وجود كسر فى المنافذ، واختفاء متعلقات المجنى عليه، وتبينت سرقة سيارته ماركة مرسيدس، ومن خلال تتبع خط سيرها عن طريق اللوحات المعدنية أمكن التوصل إلى مكان المتهمين.
وعثرت النيابة على زجاجتى «بيرة» داخل مسكن ابن السفير السابق، وطلبت من الأدلة الجنائية رفع آثار «اللعاب» الموجود عليهما، وتبين للنيابة أن المجنى عليه كان يخصص سهرة مع أصدقائه كل خميس، حيث جهز لها «قعدة عربى»، كما عُثر على أوراق سجائر «لف» لم تكن داخلها أى مواد مخدرة، وحسب التحقيقات، فإن الضحية لم يكن يتعاطى المخدرات، ويكتفى أحيانًا بشرب «البيرة».
وذكرت التحقيقات أن المجنى عليه كانت تربطه علاقة طيبة بأصدقائه فى القاهرة، وليست لديه عداوات مع آخرين، وقبل فترة قصيرة ارتبط عاطفيًا بفتاة، وأفصح لأهله، الذين يقيمون فى التجمع الخامس، برغبته فى خطبتها.
وكانت النيابة قد طلبت تفريغ كاميرات المراقبة الموجودة على بوابات الكمباوند محل الجريمة، بعدما تبين عدم وجود كاميرات أمام مسكن المجنى عليه.
ودلت مناظرة النيابة لجثمان ابن السفير السابق على تلقيه طعنتين إحداهما فى الصدر والأخرى بالظهر، فضلًا عن وجود خدوش وجروح بجسده، ولاسيما بالذراعين، وأمرت بالتصريح بدفن الجثمان وتسليمه لذويه بعد انتهاء الطبيب الشرعى من تشريحه للوقوف على أسباب الوفاة ووضع تصور لكيفية حدوثها والأدوات المستخدمة فى إحداثها. وشُيعت جنازة المجنى عليه، وسط حالة من حزن أهله.
وكانت وزارة الداخلية قد كشفت ملابسات العثور على جثمان ابن سفير مصر سابقًا بإحدى الدول داخل مسكنه مقتولًا بطعنات فى كمباوند شهير بمدينة الشيخ زايد.
وقالت الوزارة، فى بيان لها، إنه فى إطار جهود أجهزة «الداخلية» لكشف ملابسات ما أُبلغ به قسم شرطة أول الشيخ زايد بمديرية أمن الجيزة بالعثور على جثة موظف بإحدى الشركات بالخارج، وبها إصابات عبارة عن طعنات وجروح متفرقة بالجسم داخل مسكنه بدائرة القسم، وبسؤال والده أقر بأن نجله المتوفى يعمل بالخارج، وأنه فى إجازة منذ شهر، ويقيم بمفرده.
وأسفرت جهود قطاع الأمن العام، بمشاركة مديرية أمن الجيزة، عن تحديد وضبط مرتكبى الواقعة بمكان اختبائهما بمحافظة البحيرة، وتبين أنهما طالبان مقيمان بالعنوان ذاته، وبمواجهتهما اعترفا بارتكابهما الواقعة. ونظرًا لمعرفتهما بإقامة المجنى عليه بمفرده، اختمرت فى ذهنهما سرقته، فقاما بالصعود إلى سطح العقار، محل سكن أحدهما، وتمكنا من القفز والدخول إلى شرفة مسكنه، وتعديا عليه بصاعق كهربائى وبالطعن باستخدام «سكين» كان بحوزتهما وخنجر «مِلْك المجنى عليه»، حتى وفاته، وقاما بالاستيلاء على (بعض المتعلقات وهاتفه المحمول وسيارة ملكه).
المصري اليوم