آراء

أخ لخمس بنات

عندها خمس بنات.. وولد واحد.. هو الأول قبل أخواته..

وجد منها الرعاية والاهتمام أكثر منهن جميعا.. يمتاز بذكاء مفروط.. والتزام مدهش.. تجاوز العقد الثانى.. فبدا أكثر وجاهة.. ابتُعِث ليدرس فى الخارج ويتلقى تعليمه العالى.. رفض وأصر على البقاء بجانب والديه وأخواته..

ومع بزوغ علمهِ المادى.. وعملهِ الفعلى.. أصبح ممن يُذكَر عنهم النبوغ..

يحترمه الجميع.. ويقدرون موهبته وآراءه.. تولى مسؤولية شركات كثيرة.. أدارها بإتقان ونجاح وتفوق..

لا ينتقل من عمل إلى آخر إلا ويحقق نجاحًا وتميزًا ملحوظًا..

حاول والداه معه أن يقنعاه بالزواج.. ليرتبط برفيقة عمره.. وليسعدا بأولاده..

ولكنه كان يقول لهما.. هناك مهمة لابد أن تُنجَز.. ولا يجب علىّ تجاوزها إلا بعد أن تحقق..

المهمة هى أن تتزوج كل أخواتى.. وأطمئن عليهن فى بيوتهن.. وأحمل عنكما الأعباء.. فإنى أرى أبى وهو ينظر إليهن بالحب والاهتمام.. فلا هم عنده غير أن يراهن سعيدات..

قالت الأم.. يا بنى المُجوِّز فى السماء.. فلو تزوجت إحداهن وحملت ثم عادت إلينا ومعها مولودها هل تنتظر حتى تتزوج مرة أخرى؟!..

مرة أخرى.. يا بنى.. كل شاة معلقة بعرقوبها.. تزوج الله يهديك.. ويدبرها الله.. فالدعاء موجود.. ورب الأرض والسماء خالق الوجود..

يا بنى لا تتدخل فى الأقدار.. فكل شىء عنده بمقدار..

استمع لأمه.. ورأى أباه مؤيدًا..

وافق على أن يتزوج.. وبنى بيتًا بجانب بيت أبيه وأمه..

اختارت له الأم من بيت كريم وأسرة معروفة وثراء ملموس..

وحيث إنه شاب مرغوب فقد قوبل بالترحاب..

طلب لقاءها.. فتقابلت معه..

لم يكن من محبى المظهر.. ولكن المخبر عنده أهم..

سأل عن تعليمها وثقافتها.. وتبادلت معه الأحاديث من كل الجوانب..

واستغرقا سويًا فى حديث طويل.. فيه ابتسام وتبادل أفكار وقبول واعتراض..

إلى أن جاءت له أمه وقالت.. «مو خلاص يا ولدى؟»..

قال.. خلاص.. ولكنها قالت لهما.. لأ.. مو خلاص.. أريد أن أعرف أكثر.. وليكن ذلك غدًا..

خرج وقد امتلأ قلبه سرورًا وفرحة وبهجة..

قال لأمه.. لم أكن أعرف أن الزواج له هذه الحلاوة..

قالت له.. «إنت لسا شفت حاجة»..

قال لها.. ماذا؟..

قالت.. انتظر حتى تتزوج أخواتك..

فى اليوم التالى.. ذهب إليها بعد أن أخذ موعدًا للحضور..

اتفقا على يوم الزفاف..

أخبر أمه وأباه..

قالت الأم لأبيه.. زوجوه.. زوجوه.. طيرت الولد من يدنا.. الله يستر..

بعد أن تزوج.. أصبحت زوجته صديقة والدته.. خروجًا ومطبخًا ومقابلة..

قالت الابنة الصغرى.. «كان واحد يأكل الجو.. صاروا اتنين»..

زوج أخواته.. وأنجب.. وعاشا فى سعادة..

أحمد حسن فتيحي – المصري اليوم

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى