Site icon كوش نيوز

فحص القدرة الذكوريَّة للزَّواج..!!

يُخبرنِي صديقٌ مُطَّلِعٌ بأنَّ هناكَ عددًا مُتناميًا مِن قضايَا الخُلْعِ والطَّلاقِ التِي ترفعُهَا الزَّوجاتُ -حديثاتُ الزَّواجِ- ضدَّ أزواجِهنَّ فِي المحاكمِ وفِي وقتٍ مُبكِّرٍ مِن عُمْرِ الزَّواجِ؛ بسببِ ضعفِ القُدرةِ الذكوريَّةِ عندَ الأزواجِ رغمَ حداثةِ أعمارِ هؤلاءِ الأخيرِينَ، وكَونهم مِن فئةِ الشَّبابِ!.

ولوْ كانَ هذَا صحيحًا، فلَا شكَّ أنَّه موضوعٌ ينبغِي لمجتمعِنَا معالجتهُ، فالقُدرةُ الذكوريَّةُ هِي صمَّامُ أمانِ الزَّواجاتِ الصحيَّةِ والمُستديمةِ، ومفتاحُ السَّعادةِ الزَّوجيَّةِ، ومفتاحُ ضمانِ تكاثرِ المجتمعاتِ، وفطرةٌ خلقَهَا اللهُ لتعميرِ أرضِهِ، وتأديةِ الأمانةِ التِي كُلِّفَ بهَا الإنسانُ، ومباشرةِ الأزواجِ لزوجاتِهِم وابتغاءِ مَا كتبَ اللهُ لهُم مِن مُتعةٍ وذرِّيَّةٍ هِي نِعْمةٌ مِن أعظم نِعَمِ اللهِ.

وحالُ إخبارُ صديقِي لِي بهذَا خَطَرَ علَى بالِي سوءُ التَّغذيةِ، الذِي تربَّى عليهِ -للأسفِ- كثيرٌ مِن الشَّبابِ، ووجباتهُم السَّريعةُ تأتيهُم عبرَ تطبيقاتِ التَّوصيلِ مِن المطاعمِ، وهِي (Junk food)، أو (طعام قُمامةٍ) لَا مؤاخذةَ، معَ تقديرِي لكلِّ الطَّعامِ، وهِي تضرُّ أكثر ممَّا تنفعُ، وداءٌ عُضالٌ يُزرعُ فِي الجسمِ ويُؤثِّرُ عليهِ بشكلٍ خطيرٍ، ويُدَهْوِرُ قِيَمَ الصحَّةِ التِي خلقَها اللهُ فِي أحسنِ تقويمٍ، وتجعلُ أجسامَ الشَّبابِ تبدُو فِي الظَّاهرِ (هالله.. هالله) بينمَا هِي مِن الباطنِ (يعلم الله)!.

كما خَطَرَ علَى بالِي ابتعادُ كثيرٍ مِن الشَّبابِ عَن مزاولةِ الرياضةِ، وتعوُّدهُم علَى الكسلِ والخمولِ، وغابتْ عنهُم الخشونةُ المحمودةُ؛ لعدمِ فرْضِ تجنيدٍ إجباريٍّ -ولوْ لسنةٍ مِن أعمارِهِم بعدَ التخرُّجِ فِي الجامعاتِ والمعاهدِ. والتجنيدُ العسكريُّ رجولةٌ يُضيفُ لهُم فوائدَ جمَّةً، بقدرِ مَا يُضيفُ للوطنِ الأمنَ والأمانَ.وهلَّا أضفنَا فحصَ القُدرةِ الذكوريَّةِ لقائمةِ الفحوصاتِ المعروفةِ والمفروضةِ رسميًّا علَى المُقْبِلِينَ على الزَّواجِ، وهُو فحصُ يسهُلُ عملهُ حاليًّا بفضلِ تقدُّم الطِّبِّ؛ بغرضِ اكتشافِ ضعفِ القُدرةِ فِي الشَّبابِ مُبكِّرًا، ثمَّ علاجِهِ وتأهيلِهِم بجدارةٍ للزَّواجِ، وليكونَ طرفَا الزَّواجِ علَى درايةٍ تامَّةٍ، ولَا حرجَ فِي الدِّينِ، والهدفُ الأسمَى هُو تكوينُ الأُسَرِ السعيدةِ التِي هِي عمادُ الوطنِ، ولَا ننسَى حثَّ النبيِّ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- لأُمَّتهِ علَى الزَّواجِ والإنجابِ؛ كَي يُفاخِرَ بهَا بينَ الأُممِ.

م. طلال القشقري – جريدة المدينة

Exit mobile version