آراءأبرز العناوين

سحرة فى الفريق الساحر!

كانت هناك سبع مباريات فى السبت الإنجليزى الممتاز، لكننى انتظرت مباراة مانشسترسيتى وويستهام. لعل الكثير من محبى كرة القدم تابعوا بعض المباريات، ومنهم من تابع برشلونة بالعقل الألمانى هانزى فليك، وهو يضرب بلد الوليد بسبعة أهداف. لكن لم يعد البارسا ممتعًا كما كان مع ميسى، وجوارديولا، وفريق لا يقاوم ولا يحاول ولا يناضل أمام منافسه يسلب من كرة القدم جوهرها، وهو الصراع. لذلك كان منطقيًا انتظار مباراة مانشستر سيتى وويستهام.

فهى على أى حال فيها من أوجه المتعة الكثير. وفى مقدمتها تكتيكات جوارديولا وأساليبه، الفريدة وفى مقدمتها الاستحواذ على الكرة لحرمان الخصم منها. ثم تكوين فريق يضم «لعيبة كرة قدم». كلهم لعيبة، ونحن حين نرى لاعبًا فى ملاعبنا يملك تلك القدرة على السيطرة على الكرة، والإبداع بها، نهلل، لأننا أمام «لعيب كورة».. أليس كذلك؟ ** قبل المباراة وقبل زيارة أعظم فريق فى كرة القدم الإنجليزية الحديثة كما يقول الصحفى والمحلل الإنجليزى بن بلوم فى الجارديان: «سمعنا مجموعة من مشجعى ويستهام الشباب المتحمسين، وهم يناقشون فرص فريقهم». قال فتى لآخر: «لا، لكن كن صادقًا فى الواقع. ما الذى تعتقد أنه سيحدث حقًا؟»، أجاب: «سنخسر 1/3»، وقال آخر قبل المباراة مباشرة: «يا إلهى، أتمنى أن نلعب بشكل جيد». فأجابه مشجع آخر: «عندما تشاهد فريقك يلعب ضد مانشستر سيتى: فقط حاول الاستمتاع بكرة القدم».** أعتقد أن هذا وراء التعاقد مجموعة سيتى لكرة القدم مع جوارديولا، فهو المدرب الجم الذى يصنع فريقًا نجمًا، ويصنع معه شعبية تتخطى حدود الجزيرة البريطانية، وينتظر مبارياته ملايين المشجعين فى مختلف القارات، ويترجم ذلك إلى أرباح مالية من شركات الإعلانات والرعاة. وهذا الشعبية يصنعها الإبداع الممتع، والجمع بين الأداء الحلو والصعب والمعقد وبين البطولات والانتصارات. وهى نظرية شديدة الدقة، تسقط نظرية بليدة يرددها الذين لايملكون الإبداع: «المهم النقط وليس الأداء؟!».** سحر السيتى هو التركيبة الفريدة. فلا يمكن أن تلعب بالاستحواذ دون لياقة ودون مهارة ودون تكتيك ودون تدريب ودون مدرب ودون هدف.. لقد بدأ ويستهام المباراة بضغط رهيب، فعل ذلك لمدة 5 دقائق ثم لم يجد الكرة، وظل لاعبوه يجرون خلف لاعبى السيتى وخلف الكرة. وتصدى قائم ويستهام لأهداف محققة، رغم أن جولين لوبيتيجى، مدرب ويستهام، كان حريصًا على حرمان خصوم فريقه من الكرة، وأخذ فى مرات يلوح لهم بعنف فى محاولة يائسة لإقناع لاعبيه بإغلاق الطرق والمساحات أمام سحرة السيتى الذين يخشى الآن الكثير من المحللين والنقاد الإنجليز أن يفسدوا التنافسية فى البريميرليج!

** ذهبت الأنظار إلى هالاند الذى سجل الهاتريك رقم 11 له فى الدورى، وسجل 70 هدفًا فى 69 مباراة، وتصدر هدافى الموسم بسبعة أهداف وبعض الفرق لم تسجل هذا العدد من الأهداف. وقد وصفه جوارديولا بأنه لاعب لا يمكن إيقافه. وفى الوقت نفسه يمكن أن يوبخه جوارديولا حين لا يدافع، ويردد المدرب العبقرى الإسبانى: «الجميع يجب أن يركضوا!».
** هالاند قدم درسًا فى الهدوء وفى براعته على تسجيل الفارق بين هدف يهز شباك الخصم بالتسديد، بالقوة الغاشمة ولتذهب الكرة أينما تشاء، وبين هز شباك الخصم بالتسجيل فى مساحة خالية بالمرمى من حارسه. وكان ذلك فى الهدف الأول من تمريرة سيلفا التى لعبها، حيث يجب أن يكون هالاند. فالكرة ليست خلفه، وليست بجواره، وليست اختبارًا لمهارته. إنها التمريرة التى أصفها دائمًا بأنها: للمستقبل.. حيث سيكون الزميل هناك. وليست تمريرة فى الماضى، إلى مكان كان يتواجد به الزميل! ** أهداف هالاند نتاج عمل جماعى رائع. فهذا فريق به «صناع لعب وليس صانعًا واحدًا للعب». هذا فريق يضم مجموعة من أصحاب المهارات، سواء من لعب منهم تلك المباراة أو من لم يلعب، وغاب لأسباب مختلفة. دى بروين، وسيلفا، وجوندجان، ورودرى، ووكر، وستونز، وجريليش، ودوكو، وريكو لويس، ونونيز، وأكى، وفودين، ولاحظ أن الصناع، معظمهم يكونون فى مواقف الهجوم وليس بكرات طويلة. ولاحظ أيضًا أن هؤلاء السحرة يمرون بين المساحات الضيقة والتكتلات الدفاعية للخصوم بسلاسة.. إنهم يجعلون الكرة تتكلم!

حسن المستكاوي – الشروق نيوز

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى