آراء

حكايات مع فارس السينما

ما زلنا مع فارس السينما المصرية الفنان الكبير الأستاذ أحمد مظهر، الذى كما ذكرتُ من قبل جمعتنى به جلسات عديدة فى فيلته.. ولم يأت لقب فارس السينما المصرية من فراغ، فقد تخرج فى الكلية الحربية وانضم لسلاح الفرسان ودخل عالم الفن من بوابة الفروسية، وكم شاهدناه فى العديد من الأفلام التاريخية العظيمة مثل الناصر صلاح الدين مع المخرج يوسف شاهين.

وفيلم واإسلاماه الذى تحدثنا عنه فى مقالنا السابق!. كان الأستاذ أحمد مظهر شديد الالتزام والجدية وهو طبع شب عليه، وقد يكون هذا ما دفعه إلى رفض أفلام ذات طابع كوميدى مثل «لصوص لكن ظرفاء» ذلك الفيلم الذى رفض بطولته أكثر من مرة وقال عن أسباب رفضه إنه كان فيلمًا كوميديًا وكان لا يرى نفسه كوميديًا بل شخصيته شخصية جادة ملتزمة بعيدة عن التهريج والابتذال.

ولكن كان السبب الرئيسى فى موافقته على بطولة هذا الفيلم المخرج إبراهيم لطفى وثقافته فقد قال أحمد مظهر (إنه ضحك عليه بقوله إنها رواية) ، وأكد مظهر إنه وجد إبراهيم لطفى مثقفًا وتعلم السينما فى أمريكا، وحاصلًا على ماجستير فى العلوم السينمائية من جامعة كاليفورنيا.

وكان أحد القلائل الحاصلين على ذلك فى هذا الوقت، فأقنعه بقراءة القصة التى أعجبته ووافق على لعب هذا الدور الذى جاء فيه من كوميديا الموقف التى يتعرض لها الأستاذ أحمد مظهر والأستاذ عادل إمام أو (حامد وإسماعيل) أثناء محاولتهما سرقة محل الجواهرجى من خلال حفر أرضية الشقة التى توجد فوق المحل مباشرة ويسكنها زوجان غير مستقرين فى حياتهما وتسكن فى الشقة المقابلة لهما جارتهما المسنة الست شوشو أرملة الحكمدار السابق.

هذا الدور الذى لعبته الفنانة الكبيرة مارى منيب بخفة دمها المعتادة التى أضفت جوًا فكاهيًا مرحًا على الفيلم، وكان آخر دور تلعبه الفنانة مارى منيب إذ وافتها المنية بعد الانتهاء من تصوير الفيلم وقبل عرضه، فتم كتابة اسمها فى مقدمة الفيلم مقترنًا بعبارة «بالاشتراك مع فقيدة الفن مارى منيب»، وجاء العرض الأول لفيلم «لصوص لكن ظرفاء» عام ١٩٦٨.

ولم تكن هذه الواقعة الأولى التى يرفض فيها الفنان الكبير أحمد مظهر فيلمًا سينمائيًا بل كانت له تجربة أخرى عندما فكر والدى، رحمه الله، فى إنتاج فيلم «الكرنك» والذى قام بإنتاجه وكتابة السيناريو والحوار له عن قصة الأديب الكبير الراحل نجيب محفوظ وفكر فى إسناد دور «خالد صفوان» إلى الأستاذ أحمد مظهر، وكانت تربطه به علاقة صداقة وطيدة، ومع ذلك عندما عرض عليه الدور انفعل الأستاذ أحمد مظهر انفعالًا شديدًا وقال له «ممدوح أنا لا يمكن أعمل هذا الدور، أنا كنت صديق لجمال عبد الناصر وللواء صلاح نصر ولمجموعة الضباط الأحرار ومستحيل أن أكون دفعة جمال عبدالناصر وأقدم هذا الفيلم».

فقال له والدى إن هذا الدور ليس له علاقة بالرئيس جمال عبدالناصر، واعتذر الفنان أحمد مظهر عن عدم أداء الدور وكان رده نهائيًا، لكن فى النهاية بقيت الصداقة بينه وبين والدى سنوات طويلة وقدم له العديد من الأفلام التى أنتجها والدى من خلال أفلام التلفزيون وحتى وفاة الأستاذ مظهر الذى ربطتنى به أيضًا صداقة قوية وكان حريصًا على أن يدعونى كل عام إلى فيلته لقضاء شم النسيم، وكان هذا اليوم دائمًا يومًا جميلًا ألتقى فيه مع كبار الفنانين.

عمرو الليثي – المصري اليوم

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى