آفاق الذكاء الاصطناعي ومآلاته
قبل أكثر من خمسة وثلاثين عامًا كان الإنترنت حديث المجالس، وقد أخبرني أحد المهتمين بأخبار التكنولوجيا في ذلك الوقت بأن العالم منقسم بين من يستخدم الإنترنت ومن لا يستخدمه، وأن الفرق بن القسمين كالفرق بين النور والظلام، وبعد ذلك بعدة أشهر فقط أصبح الكل يبحث عن أي معلومة تشرح له فائدة واستخدامات هذا القادم المجهول، أصبح هناك خشية وقلق من تداعيات الجهل بالإنترنت على مستوى المؤسسات والأفراد، وها هو الإنترنت اليوم أصبح بمثابة العمود الفقري للأعمال والمعاملات وأصبحت تطبيقاته هي القلب النابض لتسيير شؤون الحياة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى.
وما أشبه اليوم بالبارحة ونحن نسمع عن الذكاء الاصطناعي ونشاهد جزءًا بسيطًا من إمكانياته على شبكات التواصل الاجتماعي ونجهل الكثير الكثير عن قدراته ومستقبله وغاياته ومخاطره، هذا القادم الأشد خطورة لو أسيء استغلاله سيكون من أخطر الأسلحة التي ابتكرتها البشرية على الإطلاق.
وتشمل تلك المخاطر جوانب متعددة، تتراوح بين الاقتصادية والأمنية والأخلاقية، ومن تلك المخاطر فقدان الوظائف حيث يمكن للذكاء الاصطناعي أن يؤدي إلى أتمتة العديد من الوظائف، مما يسبب فقدان وظائف على نطاق واسع. كما أشار الرئيس التنفيذي السابق لشركة جوجل، إريك شميدت، «الأتمتة والذكاء الاصطناعي سيؤديان إلى فقدان كبير للوظائف، وسيؤثر ذلك على كل مجتمع في كل بلد».
وهناك خطر «التحيز والتمييز» حيث يمكن أن ترث الأنظمة الذكية التحيزات الموجودة في البيانات التي تدربت عليها، مما يؤدي إلى نتائج غير عادلة. وكما قالت عالمة البيانات كاثي أونيل: «الخوارزميات هي آراء مغروسة في الكود».
ومن المخاطر الأمنية إمكانية استخدام الذكاء الاصطناعي في تطوير أسلحة أو تنفيذ هجمات سيبرانية معقدة. وقد حذر إيلون ماسك من هذا الأمر قائلاً: «أعتقد أن خطر الذكاء الاصطناعي أكبر بكثير من خطر الأسلحة النووية».
أما عن انتهاك الخصوصية فحدث ولا حرج عن استخدام الذكاء الاصطناعي في المراقبة وتحليل البيانات مما قد يؤدي إلى انتهاكات كبيرة للخصوصية، حيث قد تتمكن الأنظمة الذكية من تتبع وتوقع سلوكيات الأفراد دون موافقتهم. كما قال إدوارد سنودن: «النتيجة النهائية لهذه التكنولوجيا هي قلب مفهوم الخصوصية رأساً على عقب».
ومع ازدياد قدرة الأنظمة الذكية على اتخاذ قرارات مستقلة، تصبح قضايا المساءلة واتخاذ القرارات الأخلاقية أكثر تعقيدًا، يقول العالم ستيفن هوكينغ: «قد يشكل تطوير الذكاء الاصطناعي الكامل نهاية للجنس البشري».
وختامًا يجب أن أعترف بأنني ولأول مرة أستعين بالذكاء الاصطناعي في كتابة المقال، لقد كتبت أول فقرتين من هذا المقال فقط وتركت الباقي لمعالجة الذكاء الاصطناعي الذي طلبت منه سرد المخاطر مع الاقتباس من أقوال المختصين في هذا المجال.
المهندس إبراهيم بن هاشم السادة – الشرق القطرية