الفرصة متاحة لأفضل «اتفاق» ممكن
لست متشائماً ولا أرى الدنيا مظلمة، بل أسعى -دائماً- للتفاؤل، لدىّ أمل فى عودة الاستقرار إلى الشرق الأوسط، سيعم السلام حتى لو كان رافضو السلام هم من يتصدّرون المشهد حالياً فى إسرائيل، ظنى أن عدالة السماء ستنفذ، وسيأتى اليوم الذى نحتفل فيه بعودة الهدوء فى قطاع غزة، ووقف إطلاق النار وستدخل المساعدات الإنسانية إلى شمال ووسط وجنوب قطاع غزة.
منذ المبادرة التى أطلقها الرئيس الأمريكى «جو بايدن» فى (31 مايو) الماضى، وما تبعها من اجتماع لمجلس الأمن وصدور القرار الرامى إلى وقف إطلاق النار وإتمام صفقة تبادل الرهائن والأسرى بين إسرائيل وحركة حماس.
وهناك حالة من التفاؤل الشديد بين جميع الأطراف من أجل التوصّل إلى هدنة مرتقبة فى قطاع غزة، لكن تعسف وتعنت «بنيامين نتنياهو» رئيس الوزراء الإسرائيلى حالا دون إتمام الاتفاق، إضافة إلى قدرته -غير الطبيعية- على التمويه وإطالة أمد الحرب، فمع كل جولة تفاوض يسعى «نتنياهو» لإفشالها ويعمل جاهداً على توسيع دائرة الصراع، بما يحقق أهدافه فى الوجود بمنصبه كرئيس للوزراء أطول فترة ممكنة.
بالتأكيد الفرصة مواتية الآن لإتمام اتفاق الهدنة، الفرصة متاحة لاتفاق يُرضى الطرفين -الإسرائيلى والحمساوى- وينتقل بنا إلى تنفيذ بنوده فى أقرب وقت، برعاية ثلاثية من الوسطاء «أمريكا ومصر وقطر»، ورغم التفاؤل الحَذِر الذى ينتاب الوسطاء، إلا أننى أعتقد أن الوقت الحالى هو أفضل وقت لإتمام الاتفاق، لأنه سيُحقّق ثلاثة أهداف حقيقية، وهى:
1 – سيُخفف معاناة أهالى قطاع غزة (فقد تم الاتفاق على دخول 600 شاحنة مساعدات إنسانية يومياً، منها 300 شاحنة إلى الشمال ومثلها فى الجنوب، شريطة أن يكون من ضمنها 50 شاحنة وقود، ويتم توزيع نصفها فى الشمال، ومثلها فى الجنوب)، خاصة أن كل البيانات الرسمية عن المكاتب التابعة للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الإنسانية والأونروا تؤكد أن غزة مُقدِمة على مجاعة فعلية والوضع الصحى فى أسوأ حالاته، إضافة إلى عدم وجود مكان آمن فى غزة.
2 – سيؤدى إلى إطلاق سراح الرهائن والأسرى (بالنسبة لإسرائيل: هذا من شأنه أن يُنهى تظاهرات أهالى الأسرى الإسرائيليين المُستمرة منذ 319 يوماً فى كل شوارع تل أبيب وأمام الكنيست وأمام مجلس الوزراء وأمام منزل نتنياهو).. وبالنسبة لحركة حماس (سيجعل هناك فرصة لخروج عدد من الأسرى الفلسطينيين القابعين فى سجون إسرائيل، وهُم الذين قضوا سنوات طويلة فى السجن، وهناك فرصة لإخراج قادة كبار كان تم الإفراج عنهم ضمن صفقة الجندى شاليط، التى تمت عام 2011، لكن قامت السلطات الإسرائيلية بإعادة القبض عليه وحبسهم مرة أخرى).
3 – ستُقلل خطر اندلاع حرب إقليمية.. نعم.. لأن هناك تهديدات للأمن والسلم الدوليين فى منطقة الشرق الأوسط بعد تزايد حدة الصراع ودخول الميليشيات المسلحة، التى تُحارب بالوكالة فى عدد من الدول، إذن إمكانية توسيع الصراع ما زالت قائمة فى ظل الرغبة الإسرائيلية فى استمرار الصراع وانتشار المواجهات مع كل من حزب الله اللبنانى والحوثيين فى اليمن وعدد من الميليشيات المُسلحة فى كل من «العراق وسوريا».
بلال الداوي – الوطن نيوز