آراء

فرق الدورى حين تصبح فريقًا!

** أستعير من السينما المصرية أحد مشاهدها المتكررة قديما، وهو مشهد الفنان الكبير المبدع حسين رياض وهو يروى قصة معاناته مع أمر ما: «من عشرين سنة نصحنا اتحاد كرة القدم حين كان ينظم مسابقة الدورى بأن يلتزم بالمواعيد فتكون البداية والنهاية معروفتين ومواعيد المباريات معروفة وملاعب الفرق معروفة، والأجندة الدولية لها مساحة معروفة، وتطبيق لوائح صارمة معروفة، وقواعد العدالة بين فرق المسابقة معروفة، وأعداد الحضور الجماهيرى معروفة، وشركات كرة القدم فى كل الأندية موجودة ومشهرة ومعروفة، وميزانيتها من أجل اللعب المثالى النظيف معروفة ورخص المدربين معروفا، ومواعيد المؤجلات للفرق المشاركة فى إفريقيا معروفة، ولا تؤجل المؤجلات لأى سبب، ولا تعدل التعديلات لأى سبب» ..

** كانت ذاكرة الفنان حسين رياض فى قصته الحزينة عمرها 20 سنة، لكن ذاكرة النصائح لاتحاد كرة القدم الخاصة بى عمرها أكبر من ذاكرة الفنان حسين رياض بسنين طويلة. وهى موثقة. نعم النصائح موثقة بتواريخها ومواعيد نشرها فى الأهرام وفى الشروق. والنتيجة بعد مرور القرن العشرين والاقتراب من العقد الثالث من القرن ثبت أنه « ولا حاجة معروفة».

**ترى هل يمكن وضع جدول منتظم له بداية ونهاية معروفتان؟ قلت من قبل إنه سبق لشباب عمل فى لجنة المسابقات الاتحاد باتحاد الكرة أن وضع جدولا منتظما عبر جهاز معروف اسمه (كومبيوتر). وقبل أيام قليلة قدم الزميل كريم رمزى عبر برنامجه رقم (10) على القناة الأولى بالتليفزيون المصرى جدولا كاملا للدورى يبدأ فى سبتمبر وينتهى فى 28 مايو القادم، وبه حساب للمباريات الإفريقية والأجندة الدولية وتواريخ الأعياد والإجازات وكمان إعفاء اللاعبين من اللعب فى أول يومين من رمضان. وصاغ هذا الجدول فريق الإعداد فى البرنامج ..

** يعنى الأمر من الممكن تنفيذه. بشرط أن نبدأ بأن يكون كل شىء غير معروف تحدثنا عنه معروفا. والشرط الآخر أن تكون كل فرق الدورى المصرى فريقا واحدا. وهنا أقف عند درس (حصة يعنى) من ريتشارد ماسترز الرئيس التنفيذى للدورى الإنجليزى، أقوى وأجمل دورى فى العالم، حيث يقول: «على أن أندية الدورى الإشتراك فى تصميمها على «الحفاظ على المنافسة وحمايتها»، إن «الروح الجماعية» لا تزال قائمة داخل أندية الدورى العشرين الأعضاء. إن الدورى الإنجليزى الممتاز تم إعداده ليتنافس الناس مع بعضهم البعض. إنهم يتنافسون مع بعضهم البعض طوال الوقت، ويحاول الجميع إيجاد زاوية، سواء كان ذلك عبر التعاقد مع لاعب، أو إيجاد طريقة ليكونوا أفضل فى الدورى وأعتقد أن هذا شىء عظيم.

** وأضاف الرئيس التفيذى للدورى الإنجليزى فى تصريحات نقلتها جريدة الجارديان : «عندما يتعلق الأمر بانتهاك القواعد، لا أؤمن بذلك، وسنتعامل معه، لكننى أعتقد أن هناك روحًا جماعية. فى النهاية، يفهم الجميع أن الدورى هو مسابقة كرة قدم رائعة تحتاج إلى الحفاظ عليها وحمايتها. هذا هو دور الدورى الإنجليزى الممتاز بشكل أساسى، لكن يجب على الجميع أن يلعبوا دورهم، وأعتقد أنهم يفهمون ذلك».

** وقال ريتشارد ماسترز : «سأريد دائمًا أن تتحدث كرة القدم. من الواضح أننا لا نريد تطبيع العلامات النجمية على جدول الدورى أو النزاعات طويلة الأمد. نريد أن يكون هذا مؤقتًا وليس دائمًا». «علينا أن نتعامل مع هذه التحديات ونحلها، ونصل إلى نهاية الموسم ونحصل على صورة أكثر وضوحًا».

** اختصارا يتحدث ريتشارد ماسترز عن أن شراكة الأندية والروح الجماعية هى من أهم أسرار قوة الدورى الإنجليزى فلا توجد مصلحة خاصة، ولا يوجد مجلس إدارة ناد يلعب بمشاعر جماهيره على حساب عدالة وقوة المنافسة، ولا يوجد ناد يصدر بيانا يتهم فيه حكم مباراة بالمؤامرة، وإنما هى المصلحة العامة التى جعلت الدورى الإنجليزى وفلسفة اللعبة، واللعب من أجل الفوز عند الجميع. وكل هذا وأكثر جعل الدورى الإنجليزى أقوى دورى فى العالم .. مفهوم؟!

حسن المستكاوي – الشروق نيوز

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى