آراء

ماذا بعد ألعاب باريس 2024؟

انتهت الألعاب الأولمبية 2024 التي جرت بباريس، بحصول الجزائر على ثلاث ميداليات، ذهبيتان من نصيب كيليا نمور وإيمان خليف وبرونزية حصدها جمال سجاتي، هذا الإنجاز التاريخي يعادل ما تحقق في ألعاب أطلنطا عام 1996 بفضل تألق رياضيينا ودعم الدولة الجزائرية التي كانت دوما ترافق أبطالنا من خلال وضع الإمكانات الضرورية لتحقيق أفضل التحضيرات، أثمرت في الأخير بتحقيق نتائج وفق الأهداف المسطّرة، وسماع النشيد الوطني في الأولمبياد، وهو الذي غاب عن النسخة الماضية، إذ لم تحرز الجزائر أي ميدالية في دورة طوكيو 2020.

الإنجاز التاريخي الذي سجِّل في أولمبياد باريس يعدّ صفعة للّذين أرادوا خلق مشاكل للرياضيين الجزائريين، والبداية كانت بإيمان خليف التي تعرّضت لحملة عنصرية وشرسة من قبل بعض وسائل الإعلام الأجنبية، وأيضاً عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لكنها ردّت بقوة وقرّرت مقاضاة كل من أساءوا إليها، مؤكدة بالقول: “تقدّمت بشكوى بشأن أعمال التحرش الإلكتروني الجسيمة إلى مركز مكافحة الكراهية الإلكتروني التابع لمكتب المدعي العام في باريس.. أكيد أنّ الذهب هو الرد الوحيد والكامل للكرامة في دورة الألعاب الأولمبية، تتويجي بالميدالية الذهبية هو حلم وتعب دام ثماني سنوات. المهم شرّفت العالم العربي كله، وشرّفت بلدي الجزائر ووالدي وعائلتي. هذا هو ردي الكامل على الحملة الشرسة”. ولم يسلم أيضا العداء الجزائري جمال سجاتي من الهجمات غير المبررة من طرف جهات إعلامية رياضية، الهدف منها تشويه سمعته، إذ زعمت أن هناك تحقيقاً شمل العدّاء الجزائري، ومدرِّبه بنيدة عمار، من قِبل لجنة مكافحة المنشطات، مع استهدافه بإجراءات قانونية بأمر من المدعي العامّ في العاصمة الفرنسية باريس، غير أن الردّ جاء قاطعا من العداء الجزائري الذي أكد أن “ما حدث أمرٌ عادي، وأن هذه حياة المنافسين في المستوى العالي، وأي رياضي من الممكن أن يتعرض لذلك، الآن تركيزي منصبٌّ على تحقيق إنجازات أخرى مستقبلا”.

وحتى الجمبازية كيليا نمور عرفت هي أيضا بعض المشاكل من طرف الإتحاد الفرنسي للعبة جعلها تختار تمثيل بلد والدها ابن مدينة جيجل، وتتويجها بالذهب أثار حسرة الفرنسيين الذين أحسّوا في قرارة أنفسهم أنهم ظلموا المتوَّجة بالذهب، لكن الجزائر احتضنتها ومنحتها كل إمكانات النجاح.. وها هي تفوز بالذهب، وتضع صوب أعينها ميداليات أخرى في منافسات عالمية قادمة. ومع نهاية الألعاب الأولمبية في باريس، علينا من الآن التفكير في الألعاب القادمة المقررة سنة 2028 بلوس أنجلس الأمريكية.. يجب أوّلا وبسرعة تقييم النتائج المتحصل عليها في موعد باريس، والتحضير الجيد باختيار رياضيين يملكون إمكانات النجاح، مع الاستعانة بمدربين عالميين يملكون ثقافة الفوز والتتويج، ووضع تجربة الرياضيين الجزائريين السابقين المتوّجين في الأولمبياد في خدمة الرياضة الجزائرية عموما.. وأيضا على وزارة الشباب والرياضة واللجنة الأولمبية الجزائرية أن تعيدا الشرعية لبعض الاتحادات الرياضية وطي الخلافات المتواجدة بين أعضائها، خاصة وأن الدولة تحرص على منح سبل النجاح لكل من يمثل الجزائر. فهل سيتجدد العهد بعد أربع سنوات في الولايات المتحدة للبقاء في منصات التتويج وهو الهدف الذي يطمح إليه كل مشارك في منافسة عالمية بحجم الأولمبياد؟

ياسين معلومي – الشروق الجزائرية

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى