آراء

بخصوص المجاعة في جنوب كردفان – جبال النوبة

بالأمس أعلنت الحركة الشعبية-شمال (عبدالعزيز الحلو) المجاعة في المناطق التي تقع سيطرتها في إقليمي جنوب كردفان-جبال النوبة والنيل الأزرق، جاء هذا الإعلان عقب فشل جولة المفاوضات الانسانية التي عقدت في أيار مايو الماضي، والتي بنيت على التفاهمات بين الكباشي -الحلو، وقد دفع الطرفين وفديهما بقيادة وزير الدفاع والأمين العام للحركة الشعبية-شمال لترجمة هذا التفاهم لاتفاق إنساني حول المسارات الانسانية لتتمكن الجهات العاملة في مجال الاغاثة من إيصال المساعدات الإنسانية للمحتاجين .
جاءت التفاهمات في ظل مؤشرات واضحة لفشل الموسم الزراعي السابق وانحسار المساحات الزراعية في المنطقة بسبب الحرب والحصار، كنا قد تنبأنا عقب فشل الجولة مباشرة في مؤتمرنا الصحفي الذي عقد ببورتسودان عن خطورة الأوضاع سيما عند اشتداد موسوم الامطار في الشهور (تموز يوليو -آب اغسطس-وأيلول سبتمبر) حيث تنعزل بعض المناطق وتتعذر الوصول إليها نسبة لانعدام الطرق وفقر البنية التحتية في أ لمنطقة، وكان واضحاً أن فشل جولة المفاوضات ستترتب عليها نتائج كارثية ومباشرة على المدنيين في المنطقتين، ورغم قناعتنا بعدم وجاهة الأسباب التي تمت صياغتها لعرقلة الجولة منها انه يجب أن يصل الغذاء لكل المناطق وان يكون هنالك طرف ثالث وان يتفق كل طرف على حدة ..إلخ ، والسخرية والهجوم الذي تعرضنا له إلا انه الان وقع الفأس في الرأس كما يقال.
ليس هنالك اي مخزون من الغذاء متوفر حاليا في المنطقتين وخاصة جبال النوبة-جنوب كردفان، وقد سجلت المئات من حالات سوء التغذية وبل هنالك تقارير عن وفيات نتيجة الجوع.
نحن لا نسعى لتسجيل أي انتصار سياسي واثبات لصحة موقفنا الذي نبهنا له قبل ثلاث اشهر من حدوثه، فالمجاعة كانت واضحة انها تطرق الأبواب في المنطقة، ولكن علينا أن نتحرك الآن من دائرة الاحتجاج الى دائرة الفعل، ففي نهاية المطاف هم أهلنا ومواطنينا هم انفسهم يعلمون الجهات التي تسببت في ذلك، فلا داعي لتذكيرهم.
المطلوب الان نناشد الوساطة الانسانية في جوبا وخاصة الرئيس سلفاكير ميارديت ومستشاره الأمني رئيس لجنة الوساطة السيد توت قلواك بدعوة وفد حكومة السودان ووفد الحركة الشعبية- شمال لاستئناف المفاوضات الانسانية بشكل عاجل لايصال المساعدات الإنسانية ولو من المسار الذي يعبر من جنوب السودان الى المنطقتين رغم تعثره بسبب الأمطار حاليا، ولو تطلب اتخاذ والبحث عن وسائل أخرى ممكنة، فالأوضاع مرشحة لكي تكون أسوأ بكثير في نهاية هذا الشهر، في ظل توقف الزراعة تماما هذا الموسم.
كما نناشد ان تتخذ قيادة الحركة الشعبية- شمال بعض القرارات الداخلية والعلنية بالسماح بحرية حركة المواطنين والبضائع عبر المناطق التي تسيطر عليها تخفيفا لحدة المجاعة، وكذلك تمكين مطار كادقلي وغيره من العمل حال تطلب الأمر لعمليات إنسانية جوية فالممارسات التي تقوم بها قواتها حول المدن هي احد المسببات التي تضيق على المواطنين وتزيد من حدة انعدام وصول الغداء والدواء الى المحتاجين، فالطريق الي كادقلي – الدلنج وكذلك المناطق شمال الدلنج وغيرها إذا كانت مفتوحة لحركة المواطنين لما تعقدت الاوضاع على ما هي عليه الآن، ايضا اضافة لسماحها بحرية الحركة للمواطنين عليها منع ومعاقبة بعض منسوبيها وضباطها من مصادرة بضائع وممتلكات المواطنين، فحادثة سكب حليب الباعة على الارض في منطقة كركراية الاسبوع المنصرم بحجة محاصرة المنطقة حادثة مخجلة حقيقة.
ايضا يجب ان يعمل ابناء المنطقة والخيرين ومن يهمهم الامر بالقيام بحملة تضامن واسعة من اجل إغاثة المحتاجين فلا وقت للملامة وعلى القائمين بان يستمروا ويوسعوا من مناطق تغطيتهم.
يجب أن تعلن الحكومة استعدادها لاستئناف المفاوضات متى ما دعتها الوساطة تحملا لمسؤوليتها وتجاوزاً لكثير من ما حدث سابقاً، وعلى مفوضية العون الانساني الحكومية وبرنامج الغذاء العالمي أن يعمموا مشروع توزيع النقود (Cash Injection) لتلك المناطق على الاقل في الوقت الراهن.
مبارك أردول
14 اغسطس 2024م

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى