طبول الحرب تقرع في المنطقة

ترتفع الأصوات من مصر ودول أخرى محذرة من إشعال حرب إسرائيلية على لبنان. تصريحات رسمية تؤكد أن الحرب إذا ما اشتعلت فإن فتيل نيرانها قد يمتد ليشمل المنطقة كلها. حزب الله المقصود من الحرب الإسرائيلية يطلق تصريحات واثقة من قوة موقفه وقدرته على إجهاض مفعول الحرب الإسرائيلية، بعد مناوشات متكررة وخطوات حذرة يتحسب الطرفان لنتائج حرب قد تلهب نيرانها المنطقة بأكملها. يتردد أن نتنياهو عائد من أمريكا بضوء أخضر للقضاء على حزب الله وإسقاط الهيمنة الإيرانية الموكولة للحزب. قيل إنه رغم هذا التوقيت الحرج فيما يرتبط بالانتخابات الأمريكية إلا أن نتنياهو حصل على استجابة لمطالبه بشأن الحرب وتمويلها بالسلاح والعتاد وكذلك بالدعم الدولي رغم الفوضى الحادثة في مسرح الانتخابات وانسحاب بايدن من السباق.
إن إسرائيل تشبه أمريكا في كونها من أكثر دول العالم شغفاً بالحرب وسفك الدماء وممارسة تدمير الشعوب وهي دولة دخيلة ولا تستطيع إكراه شعوب المنطقة على تقبلها وذوبانها في النسيج العربي. سياساتها وتصريحات قادتها تؤكد نواياها بشأن عملية عسكرية كبيرة ترتب للقيام بها في جنوب لبنان من أجل تحقيق هدف استراتيجي لها وهو إقامة منطقة عازلة بالجنوب اللبناني وصولًا إلى الضفة الجنوبية من نهر الليطاني .
تعتمد إسرائيل على ترسانتها العسكرية المدججة بالسلاح، خاصة بعد زيارة نتنياهو لأمريكا وعودته بجراب ملىء بكل الأنواع المدمرة في الترسانة الأمريكية، لكن حزب الله يمتلك قدرات عسكرية كافية نمت بنسب كبيرة خلال العقد الماضي، ليشكل الآن «تهديداً استراتيجياً» لإسرائيل. يمتلك الحزب الآن ما يزيد على مليون صاروخ من مختلف الأنواع، بما في ذلك صواريخ موجهة بدقة وصواريخ كاتيوشا معدلة لزيادة الدقة، بالإضافة إلى صواريخ مضادة للدبابات.
كما تتضمن ترسانة حزب الله طائرات مسيّرة مجهزة بصواريخ روسية الصنع، بالإضافة إلى نوع من الصواريخ الإيرانية يسمى “ألماس” مزود بكاميرا، مشابه للصاروخ الإسرائيلي «سبايك»، هذا العتاد يغير قواعد اللعبة، بحسب رأي الكاتب، لأنه يجعل المقاتلين أقل عرضة للهجمات الإسرائيلية على مواقع الإطلاق.
تهدف إسرائيل إلى الضغط على حزب الله لكشف مواقعه الاستراتيجية أو التراجع إلى مواقع أقل تحصيناً، بعدما جاءت حرب عام 2006 بين الحزب وإسرائيل بنتائج سلبية لإسرائيل، سمحت لحزب الله ليس بزيادة ترسانته في أعقابها فحسب، بل أيضا باستخلاص الدروس من القتال لتحديث تكتيكاته لمواكبة قدرات الجيش الإسرائيلي.
في كل الأحوال ستكون حرباً واسعة ومؤثرة على جبهات وجهات عديدة.
رفعت رشاد – الوطن نيوز