آراء

هل اقتربت ساعة يوم القيامة؟

عصف بنا هذا العام جَوٌُّ حارُّ، من فيح جهنم، صنعه الإنسان، ليصبح هذا العام أكثر الأعوام سخونة، ويقول العلماء إن تغير المناخ من صنع الإنسان، وهو يؤدي إلى زيادة قوة ظواهر الطقس الطبيعية لرفع موجات الحر التي تجتاح آسيا وأوروبا وأميركا الشمالية، وتؤكد هيئة IPCC المعنية بتغير المناخ، أن التغير جعل موجات الحر القاتلة أكثر تواترا وشدة في معظم مناطق اليابسة منذ خمسينيات القرن الماضى.

قسوة الحَّر أحد تأثيرات تغير المناخ نتيجة سلوكيات الإنسان، وعاداته اليومية من هدر الطعام وسوء إعادة التدوير، وحرق الوقود الأحفوري – الفحم والنفط والغاز -، مما ينتج عنه انبعاثات غازات الاحتباس الحراري أكبر مساهم فى تغير المناخ العالمي، تمثل أكثر من 75 في المائة من انبعاثات الغازات، وحوالي 90 في المئة من جميع انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، والتي تعمل كغطاء ملفوف حول الأرض تحبس حرارة الشمس وترفع درجات الحرارة ، ناهيك عن التكنولوجية النووية والحروب.

ومع هذه التغيرات المناخية، ومع بداية هذا العام تحركت ساعة يوم القيامة 90 ثانية، مؤشرة إلى موعد الفناء.. وهي ساعة رمزية توضح مدى اقتراب العالم من النهاية، إذ يمثل منتصف الليل النقطة النظرية للإبادة، والتي يمكن أن تنشأ التهديدات المروعة من التوترات السياسية أو الأسلحة أو التكنولوجيا أو تغير المناخ أو الأمراض الوبائية.

ساعة يوم القيامة تم إنشاؤها في عام 1947، أمام التهديد الذي تشكله الأسلحة النووية، وهو ما اعتبره العلماء أعظم خطر على البشرية، وفي عام 2007، بدأت في تَّضمينُ الاضطرابات الكارثية الناجمة عن تغير المناخ في مداولاتها التي تحددها يدويًّا.. على يد علماء عملوا سابقا في مشروع مانهاتن لصناعة أوّل قنبلة نووية، وتمثل الساعة مؤشرا رمزيا للاستدلال بحلول كارثة عالمية مرتقبة، كما تتأرجح عقارب الساعة باستمرار بدلا من المضي باتجاه واحد.

وتُضبط عقارب الساعة كل عام من قبل مجلس العلوم والأمن التابع للمجلة والذي يضم 10 من الحائزين على جائزة نوبل… ساعة يوم القيامة رمز يمثل مدى اقترابنا من تدمير العالم بتقنيات خطيرة من صنعنا، ويحذر من عدد «الدقائق حتى منتصف الليل» المجازية التي بقيت للإنسانية، ويحددون مكان وضع عقارب الساعة كل عام. والمجلس يتم تعيينه كل عام بواسطة نشرة علماء الذرة، وهي منظمة غير ربحية، مقرها جامعة شيكاغو، بهدف تحذير الجمهور وإلهامهم لاتخاذ إجراء. وتقوم بتحديث الوقت سنويًا بناءً على المعلومات المتعلقة بالمخاطر الكارثية على الكوكب والإنسانية.

ساعة يوم القيامة التي تدق منذ 77 عامًا ليست ساعة عادية، فهي تحاول قياس مدى اقتراب البشرية من تدمير العالم.. حتى وقت قريب، كان أقرب وقت تم تحديده على الإطلاق هو دقيقتين قبل منتصف الليل- أولًا في عام 1953، عندما اختبرت الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي أسلحة نووية حرارية، أبعد ما تم ضبطه على مدار الساعة كان 17 دقيقة قبل منتصف الليل في عام 1991، بعد انهيار الاتحاد السوفيتي وتوقيع معاهدة تخفيض الأسلحة الاستراتيجية. ثم في عام 2018، مشيرًا إلى «انهيار النظام الدولي» للجهات الفاعلة النووية، فضلًا عن استمرار عدم اتخاذ إجراءات بشأن تغير المناخ. ثم، في عام 2023، تحركت الساعة إلى أقرب مسافة لها على الإطلاق: 90 ثانية حتى منتصف الليل. فقد أعلنت مجلة علماء الذرّة في 23 يناير ” كانون الثاني ” عن التحديث الجديد لعقارب ساعة يوم القيامة الافتراضية، والتي تتنبأ بوقوع كارثة تؤدي إلى نهاية البشرية وانقراضها، وذلك فقط عندما يتطابق العقربان عند منتصف الليل وفقا لعوامل عدّة. وجاء الإعلان مشيرا إلى أنّه تبقى من الزمن 90 ثانية فحسب حتى منتصف الليل، وهو ما يعد أقرب نقطة تصلها العقارب منذ إنشاء الساعة الافتراضية بعد الحرب العالمية الثانية.

وأشار علماء الذرة إلى أنّ التهديدات المستمرة بشأن التصعيد النووي في أوكرانيا ما زال يلوح في الأفق، وكذلك العدوان الإسرائيلي على غزّة واحتمالية توسّع دائرة الصراع، وغياب الإجراءات الضرورية بما يتعلّق بأزمة المناخ والاحتباس الحراري التي تهدد الملايين من الأرواح.

وأعربت المجلة في بث مباشر على منصة يوتيوب عن قلقها إزاء الإجراءات المباشرة التي تتخذها بعض البلدان لتوسيع أو تحديث ترساناتها النووية، مؤكدة وجود تهديدات مستمرة بحرب نووية.

وإضافة إلى ذلك، ترى اللجنة بأنّ المجتمع الدولي لم يكن قادرا على اتخاذ الإجراءات العالمية الكافية بشأن تغير المناخ كعامل مساهم، إلى جانب سوء استخدام التقنيات البيولوجية الناشئة وأدوات الذكاء الاصطناعي، والتي تشكل جملة من التهديدات المحتملة كذلك. .. وللأسبوع المقبل لنراقب معا محاولات الإنسان لتدمير العالم.

مودي حكيم – بوابة روز اليوسف

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى