آراء

كن صانع محتوى!

أكبر مدرسة موجودة على هذه الأرض هي اليوتيوب، يمكنك تعلم أي شيء عبره، يمكنك تعلم لغة جديدة أو اليوجا أو طبخ كبسة لحم أو العزف على آلة موسيقية! مدرسة اليوتيوب هي أكبر من أي جامعة في العالم، تعلمك النظريات، تعطيك دروساً من مدرسة الحياة! وصلنا إلى عصر يمكننا الاستغناء فيه عن الجامعات والمدارس والمعاهد، وهذه ليست دعوة إلى ترك الدراسة الأكاديمية النظامية، ولكنها دعوة إلى تقدير ما هو موجود وحاصل في الواقع العملي، والدليل أن بعض الطلاب يلجأون إلى اليوتيوب وما هو موجود على الإنترنت لفهم دروسهم أو التوسع فيها بل ويطلب بعض المعلمين من الطلاب البحث على الإنترنت للتحصيل العلمي!.

أنا شخصياً ألجأ إلى الإنترنت كثيراً للبحث عن الأسئلة التي تراودني، ومن الأماكن التي أجد فيها أجوبتي هي اليوتيوب. واعرف أن الشباب وخاصة صغار السن منهم يعاملون التك توك حالياً معاملة جوجل، من ناحية البحث والتعلم. فإذا ما أرادوا البحث عن وصفة طبخ ما فتحوا التك توك، وإذا ما أرادوا معرفة الأماكن المشهورة سألوا التك توك وإذا ما أرادوا معرفة آخر الأخبار فتحوا التك توك.

وكل ذلك لم يكن له وجود لولا فضل من الله ومن ثم تطوع صانعي المحتوى العلمي والمعرفي والعملي. كل أولئك الأطباء وفرق عملهم الذين يشرحون لنا الأمراض وعلاجاتها، كل اللاعبين الذين يشرحون لنا استراتيجيات لعب الشطرنج وقواعد لعب البادل. كل الهواة الذين يجمعون الساعات الثمينة ويعرضونها للمهتمين. كل هؤلاء، هم متطوعون بوقتهم وجهدهم لخدمة الآخرين وتعليمهم والترفيه عنهم. بعضهم لا يتلقى أجراً ولا يصل إلا لمشاهدين قلة ومع ذلك يستمر في محاولة إيصال رسالته، لإيمانه بوجوب نشر العلم ولو لفرد واحد. هؤلاء هم الذين نطلق عليهم صناع محتوى، لأنهم يقدمون فائدة حقيقية للناس. وهؤلاء هم من يستحقون التقدير والاحترام والشكر من قبلنا نحن متلقي المحتوى والباحثين عنه والعاملين بناء عليه.

يجب أن يكون صانعو المحتوى قدوة لنا، في أن نساهم ولو بشكل قليل في إثراء المحتوى العربي على الإنترنت في أي مجال يثيرنا أو نشغف به لنقدم فائدة أصيلة للناس. فالمحتوى العربي على الإنترنت في الأساس، شحيح بالنسبة لعدد المتحدثين باللغة العربية.

جواهر آل ثاني – الشرق القطرية

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



اسماء عثمان

محررة مسؤولة عن تغطية الأحداث الاجتماعية والثقافية، ، تغطي القضايا الاجتماعية والتعليمية مع اهتمام خاص بقضايا الأطفال والشباب.
زر الذهاب إلى الأعلى