عملية معقدة وحساسة… عودة المتقاعدين للعمل في قطر بين السلبيات والإيجابيات
طالب كثيرون خلال الفترة الماضية بضرورة وضع آلية متكاملة لتأهيل وتوظيف المتقاعدين عبر إنشاء قاعدة بيانات تشمل كافة المتقاعدين والوظائف التي كانوا يشغلونها وإمكاناتهم ومهاراتهم السابقة، فضلاً عن رصد الوظائف الشاغرة بالهيئات الحكومية والقطاع الخاص، ووضع خطة لتأهيل تلك الكوادر وإلحاقهم بالوظائف المناسبة.
ولكن السؤال الأهم هنا ما هي سلبيات وإيجابيات عودة المتقاعدين للعمل؟ وكيف يمكن الاستفادة منهم في ظل ظروف اجتماعية واقتصادية متنامية ومتطورة تشهدها دولة قطر.
يقول الدكتور هاشم السيد الخبير الاقتصادي إن عودة المتقاعدين للعمل في القطاع الحكومي أو القطاع الخاص هي عملية “شائكة ومعقدة” يجب أن يتم دراستها حالة بحالة، وبطريقة منهجية ومدروسة تأتي بنتائج إيجابية تفيد الوطن والمواطن.
وبين السيد خلال حديثه في برنامج (جلسة الأعمال) على تلفزيون قطر أن عودة المتقاعد في قطر إلى العمل ستخلق نوعا من “التوازن” في مصادر دخله نتيجة فقدان المتقاعد للمزايا التي كان يكتسبها وهو على رأس عمله، الأمر الذي سيحسن من جودة الحياة له ولعائلته.
وعدد الخبير الاقتصادي مجموعة من المميزات القائمة على فكرة إعادة المتقاعدين للعمل وأهمها:
** زيادة الإنتاجية:
المتقاعد يملك المهارات والخبرات العملية النوعية لما اكتسبه من خبرات ستزيد الإنتاجية في الدولة وتفعل دور الاقتصاد.
** سد العجز:
المتقاعدون قوة هائلة في العمل وعوتهم ستعزز العملية الهيكلية التوظيفية للمواطنة، فإذا وجد خلل وظيفي في بعض القطاعات فإن المتقاعدين هم من سيعيدون التوازن لـ “عملية المواطنة في الوظائف” مقابل اليد العاملة الأجنبية.
لم يكتف الدكتور هاشم السيد بالإيجابيات القائمة على عملية إعادة المتقاعدين إلى العمل فهي ومع كثرتها لها جوانب سلبية حساسة على حد قوله وأهمها:
** أخذ جزء من توظيف الشباب أصحاب الهمم العالية والرغبة الجامحة في النجاح والتطور.
** قدي يكون المتقاعد معرقلا أو عائقا في الأداء خاصة مع الأعمال الشاقة.
** تفاوت الإمكانيات لدى المتقاعد في الأعمال المتطورة تقنيا وتكنولوجيا مقارنة بالجيل الجديد.
** سلبيات قد تؤثر في الإنتاجية يتم كشفها أثناء الأداء الوظيفي.
وخلص الدكتور هاشم في حديثه إلى أن قطر دولة فتية وتحقق معدلات نمو “عالية”، وهي في الوقت ذاته بحاجة إلى عودة المتقاعدين إلى القطاع الخاص، خاصة وأن نسبة البطالة في قطر “متدينة جدا”، الأمر الذي سيخلق نوعا من التوان والتكافؤ في قطاعات الدولة الحكومية والخاصة.
استمر
بدورها أعلنت وزارة العمل في وقت سابق عن إطلاق منصة «استمر» لتوظيف المتقاعدين القطريين في القطاع الخاص، حيث يتم استقبال طلبات التوظيف من المتقاعدين الراغبين بالعمل في مؤسسات القطاع الخاص بشكل طوعي. تهدف المنصة إلى استثمار خبرات المتقاعدين وتطوير مختلف القطاعات من خلال استمرارهم في العطاء.
وستتولى المنصة بحسب تقرير نشره “موقع الشرق” جميع مراحل التوظيف والتعيين، بداية من تقديم الطلبات إلى المقابلات وتقديم العروض النهائية، حيث يتم كل ذلك بشكل إلكتروني، كما تمكن الباحثين عن العمل من رؤية جميع الوظائف الشاغرة في القطاع الخاص، وتقدم للمؤسسات والشركات في القطاع الخاص كذلك فرصة الإطلاع على مجموعة أكبر من المرشحين خلال عملية التوظيف.
ويحق للمواطن المتقاعد من الجهات المدنية أو العسكرية أن يجمع بين معاشه التقاعدي والراتب المدني من القطاع الخاص، بشرط أن يطلب عدم الخضوع للقانون. وذلك وفقا لقانون التأمينات الاجتماعية رقم 1 لسنة 2022 وقانون التقاعد العسكري رقم 2 لسنة 2022.
الشرق القطرية