آراء

مواقع غريبة على البسيطة

هناكَ الكثيرُ من المواقعِ الموجودةِ علَى سطحِ الأرضِ التِي وضعهَا اللهُ -سبحانَه وتعالَى- للأنامِ، لازالتْ غامضةً، ولا يُعرفُ عنهَا شيءٌ، لدرجةِ أنَّه يصعبُ حتَّى تفسيرهَا تاريخيًّا وعلميًّا، علمًا بأنَّها تبدُو غريبةَ الشكلِ والمنظرِ والمظهرِ، وحتَّى مخيفة للكثيرِ مِن النَّاسِ، كأنَّها أُخذتْ من أحدِ مشاهدِ أفلامِ سينمَا الخيالِ العلميِّ.من أشهرِ هذهِ المواقعِ الغريبةِ الشكلِ علَى سطحِ الأرضِ، مَا ذكرهُ موقعُ «بيينسيزلار» التركيُّ المهتمُّ بدراساتِ علومِ الأرضِ، فِي تقريرٍ لهُ صدرَ حديثًا، أقتبسَ مِن هذهِ الأماكنِ الآتِي:الشاطئُ الأحمرُ والذِي يقعُ في مقاطعةِ «داووا» بالقربِ من مدينةِ «بانجين الصينية»، حصلَ علَى اسمِ الشاطئِ الأحمرِ مِن واقعهِ ومنظرهِ، مغطَّى بنوعٍ مِن الطحالبِ البحريَّةِ التِي تبدأُ بالنموِّ ابتداءً من شهرِ أبريل، وتبقَى خضراءَ خلالَ أشهرِ الصيفِ، ويتحوَّلُ لونُهَا إلى الأحمرِ في فصلِ الخريفِ، ويصبحُ شكلهَا كقطعةٍ من السجادِ علَى طولِ الشاطئِ، مشكِّلًا مَا يشبهُ اللوحةَ النادرةَ مِن المناظرِ الطبيعيَّةِ الحمراء، ويتمُّ غلقُ المنطقةِ أمامَ السيَّاحِ باستثناءِ مساحةٍ صغيرةٍ تطلُّ علَى كاملِ الشاطئِ.ومِن هذهِ الأماكنِ الغريبةِ، بحيرةُ «هيلير» الواقعةُ في أستراليَا، والتِي تُعتبرُ غريبةَ الشكلِ، وذاتَ مظهرٍ جذَّابٍ، يكمنُ سرُّهَا فِي لونِها الزهريِّ الذِي مازالَ يشكِّلُ ظاهرةً طبيعيَّةً تحيُّر العلماءَ، بعكسِ لونِ البحيراتِ الزرقاويِّ التي نراهَا فِي العادةِ، ويُقالُ إنَّها تحتوِي علَى نسبةٍ عاليةٍ مِن الملحِ؛ بسببِ وجودِ نوعٍ من الطحالبِ فيهَا لا تعيشُ إلَّا فِي الأماكنِ الأكثر ملوحةً.ورغمَ صغرِ حجمِ هذهِ البحيرةِ التِي تبلغُ مساحتهَا (150) ألفَ مترٍ مربعٍ، إلَّا أنَّها تكتسبُ جمالهَا من موقعِهَا بينَ غاباتِ الكينَا الخضراء، كمَا يفصلهَا شريطٌ رمليٌّ رفيعٌ عن المحيطِ الهادئِ، لذَا فإنَّ تباينَ الألوانِ بينَ الورديِّ الزَّاهي، وخضرةِ الغاباتِ، ولونِ المحيطِ الأزرقِ، يرسمُ لوحةً طبيعيَّةً مذهلةً وأخَّاذةً لهذهِ البحيرةِ.

ومن هذه الأماكن ما يسمى بمثلث «برمودا» في المحيط الأطلسي، وهو مثلث غريب وكبير بشكل مذهل، يغطي مساحة قدرها (500) ألف كيلومتر مربع، وحسب أغلب التقارير ذكر أنه يتسبب في اختفاء الطائرات التي تعبر سمائه، والسفن التي تمر بالقرب منه بطريقة مخيفة وغير مألوفة، لدرجة أن أطلق عليه البعض اسم «مثلث الشيطان» لخطورة القرب منه، ولم يتمكن العلماء مِن وضعِ أي تفسير علمي لهذه الظاهرة لغاية وقتنا الحاضر.

بدأ الحديثُ عن مثلثِ برمودا يأخذُ أبعادَه المحيِّرة عام 1950م بالتحديدِ، مِن خلالِ مقالةٍ في مجلةِ «اسوشيتدبرس» للصحفيِّ الأمريكيِّ «إدوارد فان»؛ وبعدهُ نشرتْ مجلةُ «فيت» الأمريكيَّةُ مقالةً، عنوانهَا «لغز فِي البحرِ عندَ بابنَا الخلفيِّ»، تناولتْ فيهِ فقدانَ العديدِ مِن الطائراتِ العابرةِ لهُ، والمراكبِ المارَّةِ بهِ.وأختمُ هذهِ الأماكن بكهوفِ «فانتاي وكوتل» الجليديَّة الواقعةِ في جمهوريَّةِ آيسلندا، تبهرُ هذهِ الكهوفُ السيَّاحَ بمناظرِهَا الخلَّابةِ، تقعُ فِي نهرِ «فاتناي وكوتل» الجليديِّ الواقعِ في الجنوبِ الشرقيِّ لآيسلندا، وتكتسبُ فيهَا صواعدُ الكهوفِ ونوازلهَا والتِي تشبهُ الأسنانَ المتدليةَ من الجليدِ ألوانًا مختلفةً في ظروفِ الإضاءةِ المتعددةِ، وترتبطُ ببعضِها بالعديدِ من المتاهاتِ.

وتذوبُ الكهوفُ سنويًّا، وتعاودُ الظهورَ في مكانٍ مختلفٍ، ويأتِي سنويًّا الملايينُ من السيَّاحِ لزيارتِهَا والتِي تتحولُ إلى متاهةٍ على شكلِ غرفٍ متشابكةٍ معَ بعضِهَا بعضًا.

د. بكري معتوق عساس – جريدة المدينة

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



اسماء عثمان

محررة مسؤولة عن تغطية الأحداث الاجتماعية والثقافية، ، تغطي القضايا الاجتماعية والتعليمية مع اهتمام خاص بقضايا الأطفال والشباب.
زر الذهاب إلى الأعلى