آراءأبرز العناوين

ليس سراً أن عدداً كبيراً من المسؤولين والنافذين في حكومات الولايات صاروا من أصحاب المصلحة في بيع الأراضي

مايحدث في سوق مدينة تندلتي التاريخي هذه الأيام والخطوات المتسارعة لتضييق مداخل ومخارج السوق بعرض مساحات ومواقع متميزة للبيع لجوكية وسماسرة الأراضي.. هذا التطور الجديد يذكرنا بالشعار الذي رفعته وزارة التخطيط العمراني بولاية النيل الأبيض في عهد واليها الراحل الشنبلي عليه رحمة من الله ورضوان..
الوزارة التي كان يقودها يومها اللواء الطيب الجزار طرحت شعار الأرض مقابل التنمية كرد فعل لمواجهة حملة توزيع واسعة للأراضي بالولاية لأغراض لا علاقة لها بتنمية الولاية.. حققت خطة وزارة التخطيط العمراني أيام الطيب الجزار كثيراً من أهدافها لكن الرجل غادر الوزارة لتقاطعات كثيرة صارت في ذمة التاريخ ومايمكن قوله هنا أن الشعار الذي تبناه اللواء الجزار كان قناعة خاصة به مع القيادات الهندسية والفنية بالوزارة أكثر من كونها رؤية مركزية لحكومة الولاية يومها!!
ستدفع الأجيال القادمة في السودان ثمناً باهظاً لسياسة بيع وتوزيع الأراضي والمواقع السكنية والتجارية المتميزة بطرق بعضها متعجل وآخر ملتوي وذلك لمقابلة نقص الإيرادات لحكومات الولايات التي وجدت في بيع الأراضي ( الحيطة القصيرة) لسد العجز في خزائنها الخاوية.. وممايؤسف له أن هذه السياسة مع فشلها ظلت أقرب المسالك لسماسرة وجوكية الأراضي لتزيين بيع المواقع المتميزة وسوق المسؤولين في الحكومات الولائية للموافقة علي بيع الساحات والميادين الشبابية والمتنزهات وتحويل غرضها إلي سكني وهي اللافتة التي ضاعت بسببها ملايين الأفدنة الزراعية لتقوم علي أراضيها الخصبة غابات الأسمنت الجافة.. معني.. ومبني!!
وليس سراً أن عدداً كبيراً من المسؤولين والنافذين في حكومات الولايات صاروا من أصحاب المصلحة في بيع الأراضي الحكومية إذ ينالهم من الصفقة نصيب.. دكان ناصية أو كشك في طرف السوق!!
في العام 2013 شهدت مدينة تندلتي قصة ذات صلة بمايدور حالياً من تخطيط خلف الكواليس لبيع وتدمير سوق تندلتي الكبير.. في ذلك العام حصلت أسرة دينية عريقة علي تصديق مبدئي من السلطات المختصة بالولاية لتشييد مجمع ديني بتندلتي وأكملت الأسرة العريقة كل الإجراءات اللازمة بالقطعة للغرض المعني.. فوجئت الأسرة لاحقاً بتدخل جوكي نافذ تمكن من تأخير تسليم القطعة لأصحابها.. ولاحقاً تم تسجيل القطعة باسم الجوكي وأفراد أسرته!!
نضع مايحدث في سوق تندلتي التاريخي أمام والي ولاية النيل الأبيض الأستاذ عمر الخليفة.. الرجل يعلم خلفيات القضية.. ومصلحة أهل تندلتي تقتضي عرض القضية علي السطح ومعالجتها مع اصحاب المصلحة الحقيقيين قبل فوات الأوان..
الكاتب/ عبدالماجد عبدالحميد

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى