ما تقوم به عصابات ألأراضي في بحر أبيض لايقل خطورة عن النهب والسرقة التي تقوم بها مليشيات التمرد

في ولاية النيل الأبيض الجريحة لاتزال عصابات وجوكية الأراضي تمارس أدوارها وتلعب لعبتها القذرة لبيع وتوزيع المواقع ذات الصفة الخاصة المميزة..

ما تقوم به عصابات ألأراضي في بحر أبيض لايقل خطورة عن النهب والسرقة التي تقوم بها مليشيات التمرد في شمال الولاية.. وهو مايتطلب من لجنة أمن ولاية النيل الأبيض أن تتعامل معه بحزم وقوة لضرب سماسرة وجوكية الأراضي بيدٍ من حديد..

هذه المرة تتحرك عصابات ومليشيات الأراضي في داخل سوق مدينة تندلتي التاريخي.. مليشيا أراضي تندلتي يتقدمها جوكي شهير أغلق قبل فترة سوق البصل وذلك عبر توزيع أكشاك موقتة تحولت لاحقاً إلي أراضي تجارية بشهادة بحث يملك منها الجوكي 3 مكتبات ومساحة تحولت إلي عمارة شاهقة..

هذا الجوكي يتقدم الآن عصابة جديدة لتوزيع أكشاك بطول جانبي شارع سوق تندلتي التاريخي وهو مايعني عملياً تدمير هذا السوق والذي تم إنشاؤه في العام 1908.. وداخل هذا السوق تم تأسيس أول معصرة زيوت في العام 1913علي يد الرمز التاريخي عبدالمنعم محمد.. وسوق تندلتي ظل نافذة تصدير ثلث صادر السودان من الفول السوداني لنصف قرن.. وهذا السوق التاريخي هو أكبر محطة لصادر السمسم والفول السوداني والكركدي وحب البطيخ وصادر الماشية ويساهم سوق تندلتي حالياً بثلث إيرادات ولاية النيل الأبيض..

هنالك علاقة وثيقة بين مليشيات التمرد ومليشيات جوكية الأراضي والسماسرة.. يشتركون في عدم تقديرهم للقيمة التاريخية للمواقع والأماكن والآثار.. والبشر.. من أجل الحصول علي مصلحتهم الآنية لا ينأخرون في تدمير المتاحف وحرق المكتبات والوثائق.. وجوكية وسماسرة الأراضي بالنيل الأبيض شرعوا الآن في الخطوات الأولي لتدمير سوق تندلتي التاريخي..

ماهي الأسباب والكواليس التي دفعت والي ولاية النيل الأبيض لاقالة وزير البني التحتية ومدير عام الأراضي الأسبق بالولاية؟!

هل تم إحتواء وزير ومدير عام الأراضي الجديد بالولاية ضمن عصابة ومليشيا الأراضي التي شرعت فعلياً في تدمير سوق تندلتي التاريخي؟!

جوكي توزيع الأكشاك بسوق تندلتي يقول بالصوت العالي إن كل مسؤولي الأراضي بالنيل الأبيض داخل جيبه.. ويقول أمام الملأ إن الوزير الجديد أعطاهم الموافقة المبدئية لتوزيع الأكشاك في شوارع سوق تندلتي لكنه ينتظر الوقت المناسب لتوقيع القرار..

هل ينتظر والي النيل الأبيض وأعضاء لجنة أمن الولاية الوقت المناسب أيضاً للموافقة علي تدمير سوق تندلتي التاريخي؟!

إن كان الوالي لايعلم مايحدث في سوق تندلتي.. فهذه مصيبة..

وإن كان يعلم لكنه ينتظر مع الجوكية هناك الوقت المناسب.. فالمصيبة أعظم..

وللحديث صلة..

الكاتب/ عبدالماجد عبدالحميد