آراء

عزة النفس بين المحمود والمذموم

عزة النفس ليس كمثلها شيء، فهي تعني الإباء والأنفة وشعور المرء باحترام نفسه وكرامته ونبله، وهي أغلى ما يملكه الإنسان، ومن كان بلا كرامة وعزة نفس لا قيمة له في محيطه، فعلينا أن نبتعد عن كل ما يقلل من قيمتنا:

لا تسقني ماء الحياة بذلة

بل اسقني بالعز كأس الحنظل

ولا تشابه بين عزة النفس والتكبر، فالأول محمود والثاني مذموم، والعزة هي بوابة المبادئ والخلق الكريم، وثمة علاقة وطيدة بين عـــزة النفس وقوة الشخصية، وفي عزة النفس السعادة والشعور بالارتياح، وراحة الضمير والرضا، فكل من يتحلى بهذه الصفة السامية إن كانت له حاجة عند الآخرين طلبها بسمو نفس، إن امتلاك الشخص لعزة النفس ترفع من قدره وتمنعه من وضع نفسه في مواقف تسيء إليه، فلا يمكن أن يذل نفسه لأحد تحت أي ظرف.

ونفس الإنسان جوهرة غالية عند أعزاء الأنفس، وقد دعا الإسلام إلى العزة والكرامة وأمرنا بالتحلي بهذه الصفات، وفي الحديث النبوي: اطلبوا الحوائج بعزة الأنفس فإن الأمور تجري بالمقادير، وقيل في نهج البلاغة: المنية ولا الدنية والتقلل ولا التوسل.

والعرب أهل شيمة وعزة وأنفه وإباء، فهذا عمرو بن كلثوم التغلبي، ارادت ام ملك الحيرة عمرو بن هند إهانة أمه ليلى بن المهلهل، فصرخت ام عمرو بن كلثوم «وا ذلاه»، فسمعها ابنها وهو جالس مع الملك، فقام إلى سيف معلق فاستله وضرب به الملك حتى قتله في دار ملكه، ثم انتهب رحله وخزائنه وخرج وقومه إلى الجزيرة، وقال معلقته الشهيرة التي يقول في أحد أبياتها:بأي مشيئة عمرو بن هند

تطيع بنا الوشاة وتزدرينا

ودمتم سالمين

مشعل السعيد – الأنباء الكويتية

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى