آراء

لا تستثمر في عمل لا يمكنك فهمه

يقول بيل غيتس: «النجاح معلم سيئ. إنه يغري الأذكياء بالتفكير أنهم لا يمكن أن يخسروا». لذلك فإن تأسيس مشروع خاص وناجح وتحقيق الربح منه، يعتبر من أصعب القرارات التي يتخذها الأشخاص في حياتهم العملية؛ لتحقيق الاستقلالية المالية، والإدارة الذاتية، وتحقيق الشغف بفعل ما يحبون. وليست هناك ضمانات وإن ادعى البعض، لنجاح المشروعات الخاصة، ولكن هناك دائمًا وأبدًا عقبات وتحديات قابلة للتجاوز. وإذ لم تكن لدى الفرد القدرات والمؤهلات والاستعداد النفسي سيكون الطريق شاقًا ووعرًا. ولكن إذا تصرف الشخص بشكل سليم،

ووفق قواعد وأسس مَدروسة، وتسلح بمجموعة من الأدوات والإستراتيجيات بالتأكيد سيكون النجاح حليفه. يقول أحد الكتاب: «إن العبقرية هي واحد بالمائة تفكير وتسعة وتسعون بالمائة كفاح مجرد». فالوصول إلى فكرة جيدة هو مجرد بداية، ولكن الصعوبة أن يكون بمقدور الفرد تطبيق تلك الفكرة بنجاح ونقلها على أرض الواقع. فالطريق إلى تحقيق النجاح في أي مشروع ترنو إليه يتمثل في أمرين: أولهما أن توجد الشيء الذي يثير حماستك وهمتك العالية وتستطيع أن تقوم به بشكل جيد، وثانيها أن تكون المشاريع المختارة ضمن فهمك وإدراكك لها فلا يمكنك الاستثمار في عمل لا يمكنك فهمه ولا إدارته عن قرب ولا بعد. لذا فاختيار المشروع الذي يتناسب مع قدرات الفرد المادية والمعنوية من الأشياء الضرورية، بجانب امتلاك الحب والشغف تجاه هذا المشروع. فالشغف هنا بمثابة الوقود الذي يدفع الشخص للإمام، ويجعله يتحمل الثغرات والإخفاقات. فقد أسس «بيل غيتس» شركة مايكروسوفت لأنه ببساطة أحب الحاسوب، فأصبحت هذه الشركة من كبرى الشركات في مجال تقنيات الحاسوب. كما أن امتلاك الخبرة لإدارة المشروعات التجارية من الأشياء الضرورية عند تأسيس المشاريع الخاصة. فإذا كان هناك شخص ما مثلًا يمتلك الخبرة الكافية في مجال الديكور، فهذا ليس كافيًا لبدء مشروعه الخاص، فهناك أشياء لابد من تعلمها مثل، التسويق، والمبيعات، والإعلانات، وتوظيف العمال، ووضع منظومة الأجور، وغيرها من الأمور التي ليست لها علاقة بموضوع الديكور وتصميمه،

ولكن لا غنى عنها لنجاح المشروع فلابد من تعلمها. وللوصول لتلك الخبرة وهذه المعرفة يمكن التواصل مع أصحاب المشاريع الخاصة فهم الأقدر على إمدادنا بالخبرات اللازمة التي قد لا يجدها الإنسان في كثير من الكتب والمنشورات. ويمكن اكتساب تلك المعرفة أيضًا عن طريق حضور الدورات، وورش العمل، وقراءة الكتب المتخصصة في ريادة الأعمال، ومتابعة بعض المجلات الدورية المتخصصة في هذا الشأن. كما لا ننسى أنه مع مرور الوقت على تأسيس المشروع سيكتسب الفرد هذه الخبرة وتلك المعرفة التي كان يسعى إليها. هذا بجانب توافر رأس المال اللازم، والاستعداد والمثابرة، والجدية، والتخطيط الجيد، وتحمل المخاطرة يمكن للأشخاص البدء في مشروعاتهم الخاصة، وتحقيق النجاح في عالم الأعمال.

وتذكر دائماً أن العناية والتقدير الإلهي له الدور الأسمى وإليه المنتهى في مجريات الأمور فلزام على كل مؤمن يبتغي عملاً ما ألا يضيع مفهوم التوكل على الله ثم بذل الأسباب في تحصيل المنافع الدنيوية وأن يتذكر قول الشاعر:

إن لم يكن عون من الله للفتى… فأول ما يجني عليه اجتهاده.

د. جاسم الجزاع – الشرق القطرية

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى